برز خلال الأيام الأخيرة أن البرلمان الجديد سيشهد تحالفات مختلفة، لاحت خريطتها خلال الأيام الماضية، وبدا واضحاً أنها ستنقسم بين الأحزاب والحركات التي كانت أعلنت دعمها للمشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، في مواجهة القوى السياسية التي أيدت منافسه الخاسر حمدين صباحي، وكذلك تحالف شبابي إضافة إلى حزب ''النور'' السلفي الذي قد يخوض الانتخابات وحيداً. ولم يبق سوى الاستحقاق الثالث في خارطة الطريق التي أعلنت عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو مجلس النواب والذي يحتّم الدستور بدء انتخاباته في يوليو المقبل، ويبلغ مقاعد البرلمان المتنافس عليها، 540 مقعداً، ينتخب منها 420 نائباً من طريق نظام المنافسة الفردي، و120 من طريق نظام القوائم المطلقة. بدأت تكتلات الأحزاب في تحالفات مجمعة، لتفادي ما أحدثه قانون انتخابات البرلمان من اشكاليات كبيرة وتخوفات الأحزاب من ضآلة تمثيلها داخل البرلمان، وبدأت مشاورات التحالفات خلف الأضواء مع رؤساء الأحزاب. وقال الخبير السياسي، الدكتور حسن نافعة، إن خريطة التحالفات لم تُعلن بعد، كما أنها تتم في ظروف غير طبيعية سببها قانون الانتخابات الذي ينظم البرلمان، مضيفا أن الأحزاب تحاول أن تجد لها مكانا في مجلس النواب بعد أن قلصّ القانون فرص التواجد للحزبيين، وأعطاها للمستقلين. وكان قانون الانتخابات التشريعية الذي أصدره الرئيس السابق عدلي منصور قبل أيام من تسليمه السلطة إلى الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، لجهة توسّعه في المنافسة على غالبية المقاعد بالنظام الفردي.. وإليكم أبرز التحالفات. تحالف موسى دعا رئيس ''لجنة الخمسين'' التي صاغت الدستور عمرو موسى، والذي كان أبرز الداعمين للسيسي، الأسبوع الماضي في بيان له إلى ''تشكيل تحالف انتخابي ينافس على الغالبية النيابية، لدعم الرئيس المنتخب السيسي لبناء الدولة''، وعقد ''موسى'' 3 اجتماعات مغلقة مع عدد من الأحزاب والقوى للتفاهم حول التحالف. ومن أبرز الأحزاب التي يتحدث معها موسى ''المؤتمر'' الذي كان أسسه موسى نفسه، و ''الوفد''، و ''المصري الديموقراطي''، و ''المصريين الأحرار''، و ''التجمع'' و ''الأحرار''، ''الحركة الوطنية''، إضافة إلى حركة ''مصر بلدي'' التي يقودها وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين، وحركة ''تمرد'' التي لعبت دوراً رئيسياً في إزاحة حكم جماعة ''الإخوان''. وقال موسى، إن التجمع الذي يدعو لتشكيله هو تجمع لقوى سياسية لها مصلحة في نجاح الرئيس والنظام الجديد والعهد الجديد والجمهورية الثالثة. وأعني أن الجميع يلتف حول تحقيق المصالح العليا للبلاد. فيما قال الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، لمصراوي، الحزب يتجه إلى التحالف مع عمرو موسى وانه لم يبت في قرار الانضمام إلا بعد الاطلاع القواعد التي يسير عليها التحالف. وفي مفأجاة قرر اللواء مراد موافي، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة، الأحد، انسحابه من التحالف الانتخابي المدني الذي يشكله السيد عمرو موسى بحسب بيان منسوب لمكتب موافي. تحالف صباحي يبدو أن المرشح الرئاسي الخاسر حمدين صباحي، يسعى لدور بارز أيضاً في الاستحقاق التشريعي، وأفيد أنه يسعى إلى تشكيل تحالف يضم كتلة الأحزاب التي وقفت خلفه في انتخابات الرئاسة، لخوض معركة مجلس النواب. وأكد محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، أن القوى التي أيدت صباحي من حزب الكرامة والتحالف الشعبي الاشتراكى، والتيار الشعبي، وحزب العدل، تتجه نحو تشكيل تحالف انتخابي للسباق البرلماني. إرباك يصيب ''النور'' اربك قانون انتخابات مجلس النواب، حسابات حزب النور السلفي مما يجعله يعيد الدراسة مرة اخرى، حسبما قال نادر بكار المتحدث باسم الحزب لمصراوي، أن الحزب ليس لديه مانع من الدخول في تحالفات انتخابي بشرط وضوح الخريطة السياسية للأحزاب، نافيا أيضا فكرة التحالف مع الإخوان في الفترة المقبلة. تحالف شبابي كما أعلن عدد من الشباب تدشين جبهة تحالفية شبابية أطلق عليها ''جبهة شباب الجمهورية الثالثة''، ويقودها اثنان من مؤسسي ''حركة 6 أبريل'' (التي حظرت السلطات نشاطها)، وهما عمرو عز وطارق الخولي، والأخير عضو في لجنة الشباب الخاصة بحملة الرئيس السيسي الانتخابية. وقال الخولي لمصراوي، إن التحالف يستهدف في الأساس دعم وجود الشباب في الجمهورية الجديدة، كما انه يرفع شعار ''هنبني (سوف نبني) بلدنا''، ويقوم بتدريب وتثقيف مجموعات كبيرة من الشباب، منهم العشرات لخوض انتخابات مجلس النواب، وما يقرب من خمسة آلاف شاب لانتخابات المحليات. وأضاف الخولي أن هناك حوارا مع القوى الشبابية المختلفة للمشاركة في التحالف، وحوارا آخر مع قيادات التحالفات الانتخابية التي يجري تشكيلها في الفترة الحالية، من أجل التنسيق السياسي والانتخابي. تحالف ''الاستقلال'' لدعم السيسي أعلن المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، عن انضمام أحزاب جديدة إلى تحالف دعم الرئيس لخوض انتخابات البرلمان القادم، وسط حضور رؤساء وممثلي عن تلك الأحزاب. وانضمت أحزاب ''فرسان مصر، وعمال مصر، والدستور الحر، ومصر بلادي''، إلى تحالف دعم الرئيس، بحسب المستشار الفضالي. وتابع الفضالي بأن 'تحالف دعم الرئيس لا يهدف إلى دعم شخص الرئيس ولكن لمهام رئيس الجمهورية، حتى لا تقع مصر في فراغ دستوري، مضيفاً أن النائب في هذا البرلمان لن يرى راحة أو نوم ولابد أن يعبر عن طموحات هذا الشعب. تحالف مراد موافي أكد اللواء مراد موافي مدير المخابرات العامة الأسبق، أن مشروع التحالف الانتخابي الذي يدعو له هو مجرد خطوة لدعم مصر ومستقبلها، مشيرا إلى أن هذا التحالف ما زال في طور البناء، وسيتم الإعلان عنه كاملا وقت اكتماله. وقال اللواء موافي في تصريحات خاصة لصحيفة ''عكاظ'' السعودية اليوم الاثنين إنه يسعى لبناء تحالف يضم القوى الوطنية بهدف مساندة رئيس الجمهورية في خطته للارتقاء بالمجتمع المصري من كافة النواحي، مشددا على أنه لا يسعى لمنصب أو سلطة، وأن هدفه الوحيد هو مصلحة البلاد في تلك الظروف الراهنة. ويعرف التحالف الذي يدعو له اللواء موافي ورئيس لجنة الخمسين عمرو موسى، بالتحالف القومي ويضم معظم الأحزاب التي أيدت الرئيس السيسي في الانتخابات. تحالف السادات ومن جانبه قال الدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، إنه تم الاتفاق مع عدد من القوي السياسية وممثلي النقابات على تدشين تحالف إنتخابي يحمل إسم الرئيس الراحل '' محمد أنور السادات '' لخوض انتخابات مجلس النواب القادم . وأكد السادات، في تصريحات صحفية، أن اختيار إسم الرئيس الراحل '' محمد أنور السادات '' ليكون عنوانا للتحالف الجديد، جاء بناء على رغبة عدد كبير من ممثلي التحالف خاصة المتواجدين في الاقاليم. وعن القوي السياسية التي ستكون التحالف قال ''السادات'' إنه يقوم بعمل إجتماعات بشكل يومي مع ممثلي النقابات العمالية ونقابات الف?حين، إضافة الي كتلة نواب الشعب وتيار ا?ستق?ل وحملة مستقبل وطن وعدد كبير من الشخصيات العامة، مضيفا أن التحالف الجديد سيسند إعداد برنامجه الإنتخابي إلي مجموعة من التكنوقراط بهدف إعداد برنامج قوي سياسيا واجتماعيا وإقتصاديا.