أحمد ربيع وعلاء محمد وعاطف سعيد ومحمد مهدي: الأمن عملة صعبة بدونها تُنتهك قيمة الحياة.. في الآونة الأخيرة نشرت وزارة الداخلية دوريات أمنية في العاصمة، تجوب أنحائها، تبعث الحياة في استقرار غائب، وتبث الطمأنينة لدى المواطنين، فيما تبدو فكرة عسكري الدرك قادمة بقوة إلى الشارع المصري، لمزيدا من إرساء قواعد الأمن في البلاد.. هل ستُطبق في كافة المحافظات؟ ماذا يمكن أن تُحدثه من فارق في الشارع المصري؟ كيف يرى الخبراء الأمنيون أهمية الخطوة.. أسئلة بحثنا لها عن إجابات من قيادات الداخلية والخبراء. القاهرة اللواء علي الدمرداش، مدير أمن القاهرة، أكد أن الانتشار السريع جاء بناء على توجيهات اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، للحفاظ على أمن المواطن. وأوضح الدمرداش، في تصريحات لمصراوي، الأربعاء، أنه تم تشكيل وحدات من القوات ''خفيفة الحركة'' مزودة بأحدث الأسلحة والمعدات، مهمتها الانتشار في شوارع العاصمة لتأمين المواطنين وفرض السيطرة الأمنية الكاملة، والتعامل مع البلاغات العاجلة. وأضاف، أن كل وحدة قتالية خفيفة الحركة، تضم مدرعتين وسيارة شرطة، ويتولى قيادتها ضابط على مستوى عال من الكفاءة، وستنظم هذه المجموعات والوحدات القتالية، عروضا في الشوارع المختلفة خصوصا القريبة من ميدان التحرير، لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين، والتأكيد على أن الأجهزة الأمنية قادرة على مواجهة أي خروج على القانون. عالية التقنية وتابع مدير أمن القاهرة: أنه تم تنظيم دوريات أمنية مدعومة بمركبات عالية التقنية من التسليح، مع تزويدها بأكفأ وأفضل الضباط الذين لديهم دراية وخبرة عالية في وسائل القتال والتعامل مع الخارجين على القانون، وذلك عن طريق تكوين قول أمني مجهز بأربع مركبات، وهى مدرعة عالية التسليح، تحت إشراف اللواء خالد المتولي، مدير الإدارة العامة لقوات أمن القاهرة. ونوه إلى أن تطبيق المرحلة الثانية تم من وحدات التدخل السريع بمنطقة شرق القاهرة، عقب نجاح التجربة الأولى بمنطقة وسط القاهرة ولاقت ترحيبا كبيرا من المواطنين في الشارع المصري، مضيفًا أن أجهزة الأمن تدرس عودة ''عسكري الدرك'' مرة أخرى للشارع، وتطبيقه خلال أيام بعد الموافقة عليه والإمداد بالقوات الكافية للانتشار بالشوارع. الجيزة اللواء جرير مصطفى، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية للجيزة، قال إن المديرية تستعد للبدء في نشر قوات التداخل السريع بعد تطبيقها في القاهرة. وشدد جرير في تصريحات لمصراوي، الأربعاء، على أن الوزارة تتبنى هذه الفكرة لتأمين المواطنين والقضاء على الإرهاب وضبط جميع الخارجين وإلقاء القبض عليهم في أسرع وقت في حالة ارتكاب أي عمل إجرامي. وعن عودة عسكري الدرك، قال مدير مباحث الجيزة إنها فكرة مطروحة، لكن تحتاج إلى وقت لتطبيقها. القليوبية اللواء عرفة حمزة، مدير المباحث الجنائية بالقليوبية، أكد أنه سيتم دعم جميع المحافظات بفرق الانتشار السريع وسيتم تطبيقه على مستوى الجمهورية، ويسير ذلك بحسب الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية بعد دراسة الفكرة وتطبيقها في بعض المناطق. وأوضح عرفة، في تصريحات لمصراوي، الأربعاء، أن عسكري الدرك سوف يُطبق في محافظة القليوبية، وسيتواجد في مناطق الحضر وعواصم مراكز المدينة، منوهًا إلى أنه لن يتم تطبيقه في القرى لأنه بها نقاط شرطة مع وجود ''عمدة'' بالإضافة لعدد كبير من ''الغفراء''. القضاء على الإرهاب وأشار أن عسكري الدرك سيتم تسليحه حسب الظروف والتدريبات وامكانيات المجندين، وتطبيقه بعد مرور فترة الانتخابات الرئاسية بسلام، مؤكدًا أنه سيساعد في القضاء على العناصر الإرهابية. واعتبر مدير المباحث الجنائية بالقليوبية، أن قوات الانتشار السريع وعسكري الدرك إضافة كبيرة للأمن في المحافظة، وتواجدهم بصفة مستمرة سيطمئن المواطنين بمنازلهم ويشعرهم أن الشرطة متواجدة بكل مكان. خبير أمني من جانبه أكد العميد محمود قطري، الخبير الأمني، أن تواجد قوات الانتشار السريع في الشارع المصري، سيعمل على تحسن الأوضاع الأمنية لكنها تحتاج إلى دعم كامل من وزارة الداخلية ومساندة المنظومة بعسكر الدرك الذي سيكون له آثر طيب على الأمن عند تطبيقه. وأوضح قطري في تصريحات لمصراوي، الأربعاء، سر تمسكه بتواجد عسكري الدرك في نفس توقيت قوات الانتشار السريع، إلى عدم امكانية وصول الدوريات الأمنية وحدها إلى الشوارع الضيقة، أو المناطق المزدحمة، مرجحا أن الشرطة ستجد صعوبة في تعقب الخارجين عن القانون. التجهيزات وطالب قطري قيادات وزارة الداخلية، بعدم اللجوء إلى الطرق التقليدية في التعامل مع الأوضاع الأمنية في البلاد، مشيرًا إلى ضرورة تجهيز الدوريات الأمنية وعسكري الدرك بأحدث الأسلحة والتدريب الكافي المتطور. ولفت الخبير الأمني إلى أنه لابد من وجود حراسة مزدوجة في الشوارع المصرية ولا يبقى عسكري الدرك بمفرده، فضلا عن تسليحه، وتوفير وسائل انتقال جيده له بحسب الأماكن المتواجد فيها، فالأماكن الضيقة تستدعي وجود دراجات بخارية، والواسعة تحتاج لسيارات سريعة. دعم وشدد قطري إلى أهمية وجودة قوات دعم لا تقل عن 20 شرطي متمركزة في كل منطقة لمساندة عسكري الدرك في حالة حدوث أي طارئ أو التعامل مع عدد كبير من المجرمين. وأشار إلى أن تلك الخطوات لو تم تنفيذها بشكل سليم ستحقق خلال فترة وجيزة الاستقرار والأمن في الشارع المصري، وستعمل على مقاومة العناصر الإرهابية، ومرور فترة الانتخابات بشكل طيب دون وقوع أي أزمات.