واشنطن (رويترز) - بعث الرئيس الامريكي باراك اوباما باشارة لحلفائه في الخليج مفادها انه لن يضغط أكثر من اللازم لتنفيذ تغييرات سياسية يخشون أن تهدد بقاءهم رغم دعم الولاياتالمتحدة للاصلاحات الديمقراطية في ارجاء الشرق الاوسط. ودعا اوباما في خطاب له يوم الخميس عن السياسة الامريكية في الشرق الاوسط -والذي حظي بمتابعة وثيقة- الاسرة الحاكمة في البحرين لبدء حوار حقيقي مع المعارضة وضغط على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للوفاء بتعهده بنقل السلطة. وتعهد أوباما بدعم امريكي لقيم الديمقراطية وحقوق الانسان في دول تمر بمرحلة انتقالية مثل مصر وتونس وتلك التي تكافح من اجل التغيير مثل ليبيا وسوريا فضلا عن دفعة جديدة لمحادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ولم يذكر اوباما السعودية واشار الى عدم استعداد الولاياتالمتحدة لاضعاف تحالفات تقوم على النفط ومحاربة الارهاب ومعارضة ايران. وقال اوباما "لن تنتهج كل دولة نظام التمثيل الديمقراطي الخاص بنا وستكون ثمة اوقات لا تنسجم فيها كليا مصالحنا قصيرة الاجل مع رؤيتنا طويلة الامد للمنطقة." وقال محللون ان خطاب اوباما يعكس واقعا صعبا اذ توفر السعودية 12 في المئة من الواردات الامريكية من النفط الخام كما ان دور الحلفاء السنة في الخليج حيوي في فترة تشهد تغيرات جذرية. وقال ادوارد جيرجيان السفير الامريكي السابق لدى سوريا واسرائيل "ثمة حاجة لتحقيق توازن دقيق. هذا هو الواقع ... واعتقد ان استثناء السعودية (من الضغوط) جزء من هذا الواقع." وانتقد نشطاء مدافعون عن حقوق الانسان رد الفعل الامريكي تجاه البحرين حيث يوجد مقر الاسطول الامريكي الخامس بعدما استقدمت الاسرة الحاكمة السنية الموالية للولايات المتحدة قوات من الدول المجاورة لكبح احتجاجات الاغلبية الشيعية في البلاد. وقتل 29 شخصا على الاقل في البحرين منذ بدء الاحتجاجات في فبراير شباط والتي استلهمت انتفاضتين شعبيتين اطاحتا برئيسي مصر وتونس. والقي القبض على المئات وحوكم عشرات في اعقاب الاضطرابات. وتقول حكومة البحرين ان ايران اذكت الاضطرابات ولكن بعض المسؤولين الامريكيين والمحللين المستقلين يقولون ان الاحتجاجات اندلعت من الداخل على الاقل في البداية. وتعتبر الولاياتالمتحدة ودول الخليج ايران قوة خطيرة لديها طموحات نووية تزعزع استقرار المنطقة. وسعى اوباما لتحقيق توازن في رسالته للبحرين مؤكدا لحكام المملكة الصغيرة استمرار الولاياتالمتحدة في مساندتهم مقرا بما قالوه عن سعي ايران لاستغلال الاضطرابات. وفي نفس الوقت ضغط علنا من أجل مزيد من الاصلاحات قائلا ان "الاعتقالات الجماعية والقوة الغاشمة" لن تنجح. وأضاف "السبيل الوحيد للمضي قدما ان تنخرط الحكومة والمعارضة في حوار ولا يمكن اجراء حوار حقيقي حين يكون البعض من المعارضة السلمية في السجن." وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان اوباما يسعى لان يوضح للبحرين -والسعودية بالتالي- ان الولاياتالمتحدة يمكنها ان تدعم الحكومات وفي نفس الوقت تعزز الاصلاح. وقال الترمان "من الواضح ان البحرين تمثل احدى اصعب المشاكل. تجعل الولاياتالمتحدة تبدو الاكثر رياء. تعرض للخطر ارتباطنا الهام جدا بالقاعدة البحرية هناك. واعتقد ان توضيح ذلك يتطلب جهدا بالغ الدقة." ويقول بعض الخبراء ان تحقيق اوباما توازنا قد يزداد صعوبة بمرور الوقت لاسيما مع تنافر مصالح واشنطن والرياض ازاء القضية الاكبر وهي التغير الديمقراطي في الشرق الاوسط. وصدم السعوديون واصابهم القلق حين ساهم اوباما في ارغام الرئيس المصري حسني مبارك الحليف القديم للولايات المتحدة على التخلي عن السلطة. وقال سلمان الشيخ مدير مركز بروكينجز الدوحة "نسير على مسار منحني حيث تتفرق السبل (بين الولاياتالمتحدة السعودية) فعليا" مضيفا ان دعم اوباما لكثير من القضايا من حركات الاحتجاج الشعبية الى حقوق المرأة قد يعمق الانقسام. وتابع "يمعن السعوديون وغيرهم التفكير بشأن تحالفاتهم وهذا الخطاب لن يؤدي سوى لسيرنا على نفس النهج." (شارك في التغطية ارشد محمد)