توقع تجار حدوث موجة من الغلاء في أسعار السلع خلال الفترة المقبلة خاصة مع اقتراب شهر رمضان، واستعدادات المواطنين لشراء احتياجاتهم من السلع خلال هذا الشهر. وشهد سعر صرف الدولار ارتفاعات متتالية أمام الجنيه خلال الأسابيع الأخيرة ليصل إلى أعلى مستوياته بالبنوك أمس الخميس بقيمة 7.075 جنيه، بينما وصل إلى مستويات تجاوزت 7.5 جنيه في السوق السوداء بعد فترة استقرار وصل فيها السعر ما بين 7.15 و7.35 جنيه. وتوقع أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة أن ترتفع أسعار السلع المستوردة في السوق المصري في موسم شهر رمضان المقبل بنسبة قد تصل إلى 35 بالمئة مقارنة بالأسعار في نفس الفترة من السنة الماضية تأثرًا بارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه. وقال شيحة خلال اتصال هاتفي مع مصراوي إن المستوردين يلجأون إلى السوق الموازية لتغطية احتياجاتهم من الدولار في ظل النقص الحاد للدولار في البنوك بخلاف العام الماضي الذي غطت فيه البنوك جزءًا كبيرًا من احتياجات المستوردين بعد طرح البنك المركزي لعطاء استثنائي لبيع الدولار. وطرح البنك المركزي عطاءً استثنائيًا لبيع الدولار للبنوك في مايو الماضي بقيمة 800 مليون دولار مما ساعد في تغطية احتياجات الأسواق المصرية من استيراد السلع قبل دخول شهر رمضان الماضي. وأشار شيحة إلى أنه ليس هناك أي سياسات واضحة من البنك المركزي والحكومة حتى الآن بخصوص الدولار بسبب المرحلة الحالية التي تمر بها مصر والتي تسبق الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 26 و27 مايو الحالي. وحاول مصراوي الاتصال بهشام رامز محافظ البنك المركزي لسؤاله عما كان سيطرح البنك عطاءً استثنائيًا في الفترة المقبلة، ولكنه لم يرد على هاتفه. واتهم شيحة بعض البنوك بأنها تتفاوض مثل بعض شركات الصرافة مع العملاء على الحصول على نسبة من الكيمة التي يشتريها العميل من الدولار قد تصل إلى 4 بالمئة في بعض الأحيان. وتوقع أن تتوافر الكميات الكافية لاحتياجات المواطنين من السلع الأساسية في موسم شهر رمضان المقبل، وأن كميات السلع الموسمية مثل الياميش هي التي ستتأثر بالسلب بسبب ارتفاع سعر الدولار. ومن ناحيته، قال عمرو عصفور نائب رئيس شعبة تجار المواد الغذائية بالغرفة التجارية للقاهرة إن ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه سيكون له تداعياته على أسعار السلع الغذائية خلال موسم شهر رمضان لأن حجم الاستيراد يصل إلى 80 بالمئة في هذه السلع. وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مصراوي أنه لا يستطيع تحديد نسبة زيادة الأسعار بسبب تداخل عدة عوامل ستؤدي مع نشاط حركة البيع والشراء مع دخول موسم رمضان إلى ارتفاع الأسعار مثل ارتفاع أسعار المياه، والغاز، وغيرها. وأشار إلى أن تأثير ارتفاع الدولار أمام الجنيه لم يظهر حتى الآن على أسعار السلع بسبب حالة الركود التي يعاني منها سوق المواد الغذائية، ولكنه سيظهر مع ارتفاع الطلب وزيادة النشاط وهو ما يتوقعه مع دخول موسم رمضان.
