وجد الباحثون علاقة جدية بين اكتساب النساء لوزن زائد عن الطبيعي والمحدد أثناء الحمل واحتمالية معاناة أطفالهم من زيادة الوزن في وقت لاحق. وقال الباحثون إن السيدات التي زادت أوزانهن في فترة الحمل عن المعدل الطبيعي أنجبن أطفال يميلن إلى البدانة، وذلك حسب فحص سجلات صحية لأكثر من 4000 سيدة والسجلات الطبية لأطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 5 سنوات، العينات المتنوعة جينيًا وعرقيًا جاءت نتيجتها لتؤكد أن من بين جميع السيدات اللائي اكتسبن وزن زائد أثناء فترة الحمل فإن 20.4 بالمئة أطفالهن يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في حين أن السيدات اللائي لم يكتسبن وزنًا زائدًا أثناء الحمل لم يعاني أطفالهن من السمنة إلا بنسبة 14.2 بالمئة فقط. وحسب الدراسة المنشورة في المجلة الأمريكية لأمراض النساء والتوليد فإن زيادة الوزن أثناء فترة الحمل توثر على الآليات المسئولة عن توازن الطاقة والأيض في النسل، مثل التحكم في الشهية واستهلاك السعرات، وهذا "من المحتمل أن يكون له أثار طويلة الأجل على نمو الطفل" حسب الباحث "سنيها سريدار" بقسم الصحة العامة بمركز بحوث كايزر بولاية كاليفورنيا الأمريكية. مخاطر الإصابة بالسكري خلال فترة الحمل تزداد بفعل اكتساب الوزن أثناء الحمل، حسب دراسات سابقة، وكذلك تزيد من خطر إصابة الجنين بالمشاكل الصحية، وجاءت الدراسة الجديدة لتؤكد أن اكتساب "كيلوجرامات بسيطة" فوق الوزن الموصي به في فترة الحمل يمكن أن تؤدي لمضاعفات من شأنها التأثير على نمط التغذية لدي الأطفال في المستقبل. السمنة مرض وراثي بشكل جزئي، هكذا يقول "سنيها سريدار" غير أنه يعود ليؤكد أن ظروف الحمل قد تؤثر على الأطفال بشكل مستقل عن العوامل الوراثية المألوفة، وينصح الباحثون النساء الحوامل بضرورة مراجعة وزنهن أثناء الحمل من قبل طبيب متخصص والاعتماد على مؤشر كتلة الجسم فى القياس وذلك لحفظ الوزن أثناء فترة الحمل لتقليل المخاطر المتعلقة بالإصابة بأمراض الحمل سواء للأم أو الجنين.
