تظهر في الأفلام كبديل مادي أقل تكلفة، وسيلة للمواطن البسيط من العمل إلى المنزل والعكس، يركبها مُنهكًا دون حيلة، عادت الدراجة من جديد، كوسيلة للترفيه، مجموعة من الشباب قرروا نشر ثقافة التنقل بالدراجات في مصر، يُحدثون الناس عن سهولة استخدام ''العجلة''، وكيف تساعد في تخفيف الازدحام، يكسرون حاجز النمطية، يحطمون وهم المجتمع الذي يعتبر الدراجة ''قلة وجاهة''. ''جو بايك''، حملة شبابية يريد أصحابها أن يكون لهم في ضواحي مصر كلها ''قدم''، بدأوا عام 2012 بانطلاق أسبوعي، كل جمعة في شوارع مختلفة ''بنبتدي الصبح بدري وبنخلص قبل صلاة الجمعة''، قالت ''هدير سامي'' المنسقة الإعلامية للفريق، عند بداية الفكرة التي أنشأ القائمون عليها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''، لم تضم الرحلات الأسبوعية أكثر من عشرات الأشخاص ''لكن دلوقتي بقى بيحضر الإيفنت أكتر من 200 واحد''. بالنسبة للفتيات فالمتطوعات منهن والمشاركات في الحملة ذات أعداد كبيرة ''البنات في الأول بتبقى قلقانة بس لما بتنزل وتلاقي بنات زيها الخوف بيروح''، الاستمتاع بالصحبة السعيدة جعلت البعض يسارع بشراء دراجة جديدة بدلًا من تأجير واحدة لقضاء الرحلة بها، وأجبرت من لا يستطيع قيادة الدراجات محاولة التعلم ''فيه ناس نفسها تبقى معانا بس بيقولونا مش بنعرف نسوق''؛ لذلك بدأ أصحاب الحملة تكوين مدرسة لتعليم قيادة الدراجات للجنسين ''بس لسة هتشتغل فيها بشكل رسمي قدام شوية''. الزقازيق وإسماعيلية محافظتان دون القاهرة ذهب إليهما الفريق لعمل رحلة داخلية بالدراجات، آل المحافظات يستقبلون الأمر بشكل جيد، وكذلك الجهات الرسمية بها ''لما بنروح خارج القاهرة بسنتأذن المحافظة عشان نبقى ماشيين صح وبيبقى فيه تعاون معانا''، أما داخل القاهرة فالعابرون بجانب أفواج الدراجات يتفاعلون بطرق مختلفة يجمعها الإعجاب بالمشروع على حد قول المنسقة الإعلامية، ''الناس بتزمر لنا تحية وأحنا معديين أو بيسلموا علينا، أو حتى بيستنونا نعدي الشارع لما بنبقى فوج ضخم''. المشاركون في نشاط الدراجات أعمارهم ليست واحدة ''معانا ناس فوق الأربعين ومعانا شباب كتير وأطفال''، أصغر المشتركين هو ''عمر'' ذو التسع سنوات ''والده كان بيجيبه معانا كل جمعة وبيمشي هو جنبينا بالعربية''، على نطاق أوسع يسعى أصحاب الحملة كذلك لنشر رياضة ركوب الدراجات ''هنروح المنيا بكرة وهنتحرك بالعجل بالاتفاق مع المحافظة والشرطة هتأمنا وهنروح الفيوم الفترة الجاية نعرف أهلها بنشاطاتنا وهنقنعهم ينضموا للحملة''. تعليمات يقولها مدير الفريق في كل مرة قبل التحرك بالدراجات ''منها إن محدش يتكلم في السياسة أو يرفع شعارات أو أي علامات عند المرور جنب أي مؤسسة''، مُشددًا أن الهدف هو الاستمتاع فقط ''وإننا نتقارب من بعضنا ونتواصل من خلال ركوب العجل بغض النظر عن أي إنتماءات''، بالإضافة لتواجد بعض أفراد داخل طاقم الحملة على استعداد لإجراء الإسعافات الأولية حال الحوادث ''واخدين دورات تدريبية في الهلال الأحمر''.