قال وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله، إن بلاده "تبذل جهودًا مع السفراء العرب في نيويورك لاقناع السعودية بالعدول عن قرارها بشأن رفض عضوية مجلس الأمن"، معربا في الوقت نفسه عن مشاطرة بلاده المملكة مشاعر "الاحباط والالم" إزاء عدم قيام مجلس الأمن بالوفاء بمسؤولياته المتمثلة بالأمن والسلم الدوليين". وأضاف الجارالله في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الكويتية مساء الأحد "نحن نقدر ونحترم وجهة نظر السعودية (بشأن الاعتذار عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن)، وهي الدولة المؤسسة في الأممالمتحدة، وصاحبة الدور الرائد والمؤثر والفعال في قضايانا الدولية والاقليمية المعاصرة".
وتابع، مدللا على عجز مجلس الأمن "نحن أمام مثالين صارخين يتمثلان في القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني على مدى سنوات طويلة لم يقدم فيها مجلس الامن شيء لهذا الشعب، والثاني هو الوضع الحالي في سوريا والذي يدمي قلب كل عربي ومسلم، والذي نرى مجلس الامن عاجزا عن تقديم أي شيء لوقف مجازر الدم في سوريا".
وأوضح الجارالله أن السعودية أرادت أن توصل رسالة للعالم "وهي محقة ونجحت في إيصال هذه الرسالة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الكويت تبذل جهودا مع السفراء العرب في نيويورك لإقناع السعودية بالعدول عن قرارها. وبرر الجار الله رغبة بلاده في تراجع السعودية عن هذا القرار "بأنها دولة مؤثرة وفاعلة، وسيكون لها دور وكلمة مسموعة في مجلس الأمن للعامين المقبلين" ، معتبرا أن المجتمع الدولي "بحاجة الى سماع رأي المملكة العربية السعودية في هذين العامين".
وأعلنت كل من الإمارات والبحرين وقطر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي تأييدهم ومساندتهم لموقف المملكة الرافض لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي.
كما أعرب أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة "التعاون الإسلامي"، عن دعمه موقف السعودية، بضرورة إصلاح مجلس الأمن، مشيرا إلى أن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن بسبب عجزه عن إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وكذلك الأزمة السورية يعكس حرصها على تحقيق الإصلاح المنشود لأجهزة الأممالمتحدة. وانتخبت السعودية، الخميس الماضي، عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، لأول مرة، لمدة عامين تبدأ في الأول من يناير عام 2014
لكن المملكة أعلنت الجمعة عن عدم قبول عضوية المجلس "حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعلياً وعملياً من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين"، وهو الاعتذار الذي وصفه دبلوماسيون بأنه "الأول من نوعه".
ويعد مجلس الأمن أحد أهم أجهزة الأممالمتحدة، ويعتبر المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين طبقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ولمجلس الأمن سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء؛ لذلك تعتبر قراراته ملزمة للدول الأعضاء (المادة الرابعة من الميثاق).
ويتكون المجلس من خمسة أعضاء دائمين، لهم حق النقض (حق الفيتو) لقراراته، وهم: روسيا، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
كما يضم أيضا 10 أعضاء غير دائمين، وتنتخب الجمعية العامة الأعضاء غير الدائمين في المجلس لفترات مدة كل منها سنتان يتم تبديل خمسة أعضاء كل سنة.
واختيار الأعضاء غير الدائمين يتم من جانب الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس، وتتم الموافقة عليها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك.. اضغط هنا