بكين (رويترز) - يبدأ رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني يوم الثلاثاء زيارة للصين تبدي من خلالها بلاده أن لديها قوة رئيسية أخرى يمكنها التحول اليها في وقت يزداد فيه توتر العلاقات مع الولاياتالمتحدة بعد مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وتجيء الزيارة في اطار احتفالات مخطط لها منذ فترة بمرور 60 عاما على اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين غير أن تعهدات التأييد من جانب بكين سيكون لها مدلول خاص بالنسبة لاسلام اباد في هذا التوقيت بالذات. وقال اندرو سمول الباحث بمركز أبحاث (جيرمان مارشال فاند) في بروكسل والذي درس دور الصين في باكستان "هذه الزيارة بمثابة خطوة تظهر للولايات المتحدة وللشعب الباكستاني وللعالم الخارجي أن باكستان لديها خيارات أخرى." وأضاف "ليس هناك انطباع بأن الصين يمكن أن تحل محل الولاياتالمتحدة لكنها ورقة مساومة مفيدة." وتأثرت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان بقوة بعد أن قتلت قوات أمريكية بن لادن في الثاني من مايو ايار في باكستان حيث كان مختبئا منذ سنوات فيما يبدو. وقال السناتور الامريكي البارز جون كيري خلال زيارة لاسلام اباد يوم الاثنين ان أعضاء في الكونجرس يطرحون "أسئلة صعبة" تتعلق بالمعونة المقدمة لباكستان بعد أن تبين وجود بن لادن بمنطقة قريبة من اسلام اباد لكنه قال ان الروابط بين البلدين أهم من أن تفسدها هذه الواقعة. وقال هو شيشينغ الخبير بالعلاقات الصينية مع دول جنوب اسيا في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة -وهو مركز أبحاث حكومي في بكين- "سيمكن لباكستان من خلال هذا أن تقول للولايات المتحدة انه مازال يمكنها التحول الى الصين وينبغي حقا على الصين أن تبدي الدعم لباكستان لمساعدتها على تجاوز الصعوبات الحالية." وفي كلمة للامة بشأن مقتل بن لادن وصف جيلاني الصين بأنها "صديق كل الاوقات" لباكستان التي اهتزت ثقة الولاياتالمتحدة بها بشدة رغم مليارات الدولارات التي تنفقها هناك في صورة مساعدات أغلبها مخصص لدعم الجيش الباكستاني في الحرب ضد المتشددين الاسلاميين. لكن حكومة باكستان وجيشها يعتمدان بقوة على المساعدات الامنية والاقتصادية الامريكية التي بلغت حوالي 20 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية على نحو يعزفان معه عن المجازفة بفقد هذا التحالف. وقال عدد من المراقبين ان الصين أيضا لا تريد دخول خضم السياسة الباكستانية مما يعرض مصالحها للخطر ويبعد شريكها التجاري الهند. وتستغرق زيارة جيلاني للصين أربعة أيام.