بنبرات حزينة واسترجاع للذكريات الجميلة، تذكر الفنانون الذين شاركوا فى أفلام المخرج الكبير يوسف شاهين الذكرى الخامسة له. وأجمع الفنانون على أن يوسف شاهين الشهير ب''جو'' كان بمثابة الأخ والصديق والمخرج لكل الفنانين، وكان يشعر بسعادة عندما يقدم فيلم يحارب به الظلم والفساد، وكانت أفلامه تسبق عصره وتكشف المستقبل على المدى البعيد، ودائما كان على صدام مع الأنظمة الحاكمة والتيارات المتشددة. بدأت الفنانة الكبيرة سهير المرشدي بطلة فيلم ''عودة الأبن الضال ''حديثها قائلة: يوسف شاهين مخرج كبير، وأعماله الفنية عظيمة وستخلد فى ذكرى السينما العربية و العالمية، وأفتقده بشدة لأن مصر فى ظل الأحداث الأخيرة كانت تحتاج لفنان بقامته وهامته، حتى يستطيع تسجيل اللحظات التاريخية التي نعيشها الأن, ولكن عزائي الوحيد أن مصر ولاده وستنجب فنانين بحجم شاهين, وأتمنى فى هذا الشهر الكريم يظهر فنان بحجم شاهين يثرى الحركة الفنية فى مصر''. وعن علاقتها بشاهين قالت المرشدي :شاهين إنسان رائع قبل أن يكون فنان، ولديه موهبة فى صنع العلاقات الإنسانية، فبداخله إنسان كبير لديه وعى ثقافي وموهوب بمعنى الكلمة، والميزة الكبرى فيه تكوين العلاقات والجسور الإنسانية التى بناها عبر أعماله الفنية، والتي بدأت تجنى ثمارها بتكوين مردود به تفاهم وتواصل ويجعلك تجلب منه إحساسي، وهذه علاقه جدلية بين الممثل والمخرج ، ولذلك أدعو من الله أن يرحمه فى هذه الأيام المباركة. وبنبرات حزينه بدأت الفنانة الكبيرة يسرا بطلة أفلام ''حدوته مصرية والمهاجر وإسكندرية- نيويورك'' حديثها عن شاهين قائلة: ''واحشنى يا جو جدا، وأنا ومصر كلها مفتقديك، وكنت أتمنى وجوده معنا فى هذه الأيام التاريخية التى تمر بها مصر ولو كان شاهين موجود معانا فى ظل ظروفنا الحالية كانت ستخرج منه روىء جديده عن مستقبل مصر . وعن علاقتها بشاهين قالت يسرا: بدأت سنة 1980 بفيلم ''حدوته مصرية''، وأصبح من ذلك الوقت الصديق والأب والمعلم، وكنت دائما أشكو إليه مشاكلي وأخذ بنصيحته، وبعد رحيله لم يفارقني لحظة وأحده ومازالت أشكو له كل أحوالي، وأعتبره إلى الأن صديقي حتى نلتقى فى العالم الاخر. وأضافت يسرا : شاهين كانت لديه رؤية فنية بعيدة المدى، وكان هذا واضحا فى كل أفلامه التى طرح فيها الكثير من القضايا الهامة التى تمس مصر والوطن العربي، وفوجئنا بها بعد عدة سنوات من طرحها فى أفلامه ونواجها الأن مثل التطرف الديني والإرهاب, ولذلك كان فنان سابق عصره، ولو نظرنا إلى أخر افلامه ''هى فوضى '' نكتشف أنه تنبأ بالثورة على الظلم والفساد، وهذا يدل أيضا على أنه فنان كبير ولديه عقلية رائعة. وعن مدى الاستفادة بالعمل مع شاهين قالت يسرا: شاهين أضاف لى الكثير ويكفى أنه صالحني على نفسى وعرفني قيمتي الفنية, وأيضا كنت بستمتع بالعمل معه كفنانة ، مثل ما كان يستمتع بفنى, وفى النهاية شاهين قدمني فى أحسن أفلام عمرى. وقالت الفنانة ليلى علوى بطلة فيلم ''المصير'' مرت خمس سنوات منذ رحيل الفنان المبدع يوسف شاهين , وستظل ذكراه فى قلوبنا جميعا، وبالرغم من طول مده رحيلة وصعوبة الفراق، إلا أنه باق بفنه وروحه الطاهرة فى أفلامه، وفى قلوب أجيال الفنانين الذى غمرهم بدفئه وعطائه أمام وخلف الكاميرا، وستبقى أعماله بصمه فى السينما المصرية والعربية والعالمية. وتضيف ليلى قائلة : على المستوى الشخصي أفتقده بشده، لأنه كان بمثابة الصديق والمخرج والأستاذ والمعلم، ولقد ترك لنا ثراثا فنيا يدرس لكل الأجيال . وأكدت ليلى لو كان شاهين موجود معنا فى ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر الأن , لكانت أصابته حالة من الحزن، ولكنني اعتقد أنه في مكان يشعر فيه بالسعادة. وأضاف الفنان عزت العلايلي بطل أفلام ''الأرض'' و ''الاختيار'' و ''الناس والنيل'' و '' إسكندرية كمان وكمان'' حديثه قائلا : رحمه الله على مخرجنا الكبير الذى نفتقده بيننا الآن، كما فقدت السينما والفن الكثير برحيل هذا العملاق الكبير، الذى أثرى المكتبة السينمائية بالكثير من أفلامه الرائعة والتي تدرس الآن فى الخارج. وأضاف العلايلي: كانت بيني وبين شاهين علاقة صداقة قوية جدا منذ ما قدمنا فيلم ''الأرض''، وبالرغم من عدم تعاملي معه فى بعض الأفلام ، إلا أننا كنا دائما على اتصال فكرى وثقافي ونتبادل الآراء فى بعض الجوانب الفنية . وعن مدى الاستفادة التي أكتسبها من أعماله مع شاهين قال العلايلي : شاهين قامه فنيه كبيره ومن المخرجين الموهوبين التي أنجبتهم مصر, وقد أعطاني الكثير من فنه وابداعه , كما استفدت من تجاربه السابقة, وفى النهاية بقوله واحشتنى ياجو. وتبدأ الفنانة هاله صدقي بطلة فلمى '' إسكندرية – نيويورك'' و ''هى فوضى'' قائلة : مفتقده شاهين جدا، وخاصة فى هذه الأيام بالتحديد، لأنه المخرجين القلائل الذين تنبأؤا بالثورة ، وبالانقلاب الذى حدث فى حياتنا, وأصدق دليل على صدق كلامى ما قدمه فى فيلم ''هى فوضى'' من ثورة على الظلم والفساد والتحرر من العبودية. وأضافت صدقي، عندما تحدث معى شاهين فى التليفون قال ''هاله برشحك لبطولة فيلم هى فوضى وده هيبقى أخر أفلامي'' وهذه الكلمات حركت مشاعري وانهمرت دموعي من عيني، وقلت له ''يا أستاذ لو طلبتنى كمجاميع فى فيلمك أعدى من أمام الكاميرا هاكون أول وأحده موجوده معاك وهذا شرف لى وحبا فى فنك''. وأكدت صدقى، أنها سعيدة وحزينة فى نفس الوقت، بسبب اشتراكها فى أخر أفلام يوسف شاهين، وتابعت : '' كان نفسى أستمتع بالعمل معه، لأنني لم أشعر بالعمل فى السينما، إلا مع بعض المخرجين القلائل، ولكن العمل مع شاهين له طعم خاص ومختلف.