تصوير - مصطفى الشيمي وكريم أحمد: ''ارحل'' كلمة ظلت تهتف بها الألسن طوال 18 يومًا في عام 2011 حتى تنحى الرئيس السابق ''محمد حسني مبارك''، ومنذ شهور بعد مرور عامين على الثورة عادت تلك الكلمة لميادين مصر مرة أخرى. ومع الدعوة ليوم 30 يونيو الجاري، الذي بدأت أحداثه مبكرًا خاصة بعد خطاب الرئيس محمد مرسي، الأربعاء، خرجت العديد من القوى السياسية والمعارضين للنظام الحالي، معلنين عن مطلبهم برحيل الرئيس والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وكانت كلمة ''ارحل'' بالنسبة لهم أسرع وأوجز ما يعبر عن ذلك، سواء بالهتاف بها أو كتابتها على لافتات و''كروت حمراء''. ولم تقتصر كلمة ''ارحل'' هذه المرة على ميدان التحرير، ومثيله في المحافظات، بل امتد للاتحادية؛ حيث القصر الرئاسي، فعلى الجدران الخرسانية التي أحاطت بقصر الاتحادية، جاءت كلمة ''ارحل'' مجمعة، ومنفردة الحروف بينما واجهة القصر تظهر في الخلفية. وفي المسيرة التي خرجت، الجمعة، من ميدان ''مصطفى محمود'' متجهة إلى ''التحرير''، سادت ''الكروت الحمراء'' المشهد؛ حيث رفعتها الأيدي، ولم يغب عن ذلك بطبيعة الحال الأيدي ''الناعمة''؛ حيث رفعت إحدى السيدات ''كارت أحمر'' من الفلين كتبت عليه ''ارحل''، وسط الهتاف الممتد بالمسيرة. وبابتسامة بريئة تحمل عمرهم الصغير خرجوا من نافذة سيارة والديهم المشاركين بمسيرة ''مصطفى محمود''، ليشاركوا هم أيضًا المتظاهرين مكتفين برفع ''كروت حمراء'' لا تحمل كلمات. لم يعلو الهتاف وسط المسيرات المتجهة إلى ميدان التحرير فقط للمطالبة بالرحيل، ورفع اللافتات على رؤوس الأشهاد بالمسيرة، بل البعض ممن استقلوا السيارات حتى الوصول حرص على إظهار ''الكارت الأحمر'' من النافذة، كاتبًا عليه ''ارحل يا مرسي''، مجاورًا '' الكارت'' بعلم مصر، لتحملهم اليد معًا. وبعيدًا عن السائرين والهاتفين على الأرض في الطريق إلى ميدان التحرير، كان بالأعلى؛ ربما القلق أو الخوف من الزحام أو الاشتباك الذي توقعه البعض منع نزولهما لكنهما أبا ألا يشاركا المسيرة التي مرت أسفل العمارة التي يقطنوها؛ فخرجا إلى الشرفة بملابس المنزل؛ رفعت الابنة لافتة سوداء كتبت عليها ''الله أكبر منك يا بديع''، في حين انتصبت الأم مشيرة بعلامة النصر، بينما أُسدلت لافتة من القماش أبيض اللون على سور الشرفة حاملة كلمة ''ارحل''.