على الهواء مباشرةً، ووسط حضور إعلامى حاشد، بدأت أولى جلسات إعادة محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ونجليه ومجموعة من رجال نظامه، بتهمة قتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير، بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة القاضي يسري الرشيدي. مرت الدقائق الأولى من عمر الجلسة كغيرها من الجلسات بإثبات الحضور المتهمين والتأكد من وجودهم داخل قفص الاتهام مبارك ونجليه، وحسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وستة من مساعديه بتهمة قتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة وفساد مالي . حالة من الارتباك والتخبط سيطرت على مشهد محاكمة القرن منذ اللحظات الأولى، طول القضية منذ أغسطس 2012 إلى الآن جعلت الشعب المصري خاصة أهالي الشهداء والمصابين فى انتظار أن يرمق القضاء المصري حاجتهم إلى العدل من المتهمين في القضية الأطول في تاريخ القضاء المصري. عدد من التهم ينتظر مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه، من بينها القتل العمد للمتظاهرين السلميين، واستغلال النفوذ، والإضرار بالمال العام والحصول على منافع وأرباح مالية، وتسهيل الاستيلاء على المال العام، والشروع بقتل المتظاهرين في عدد من المحافظات التى شهدت أحداث عنف مع قوات الشرطة.
يسرى الرشيدي.. القاضى الحاسم ''يسرى الرشيدى''.. القاضي الثاني فى تولي قضية مبارك، معروف بمواقفه الحاسمة وضبط الجلسات وفصاحة يتميز بها، لكن وسط حالة الهرج من المدعين بالحق المدني، ومحاولة كل محامي أن يفرض طلبه، بدا المشهد فوضويًا بعض الشئ، حاول من خلالها ''الرشيدى'' أن يطلب من كل الحضور أن يعطيه الفرصة لإلقاء كلمته. ''أربعين عاماً فى سلك القضاء.. لن اتنحى عن مهمتي إلا إلى القبر''.. كالنت تلك الكلمات الأبرز لقاضي محاكمة القرن الستينى العمر، ظهر ''الرشيدى'' حازماً فى رفضه دخول 5 محامين مصريين وكويتيين للدفاع عن مبارك بدون توكيلات. تنحى ''الرشيدي'' عن نظر قضية قتل متظاهرى المرج رغم تمسك الدفاع به، وتظلم أمامه ''رشيد'' من التحفظ على أمواله، أقدم على قبول أكبر قضية فى التاريخ بعد أن تنحى عنها المستشار ''مصطفى حسن عبد الله'' فى الشهر الماضى عباس حسنى مبارك.. ذلة لسان ''الرشيدى'' عن ''علاء مبارك'' ذلة لسان أخطأ فيها قاضي المحكمة ''يسرى الرشيدى'' أثناء إعادة المحاكمة بجنايات القاهرة، حين بدأ بالمناداة على الحضور بطبيعة كل جلسات أى محاكمة، وبعد أن نطق باسم الرئيس السابق ''حسنى مبارك''، قال ''عباس محمد حسنى السيد مبارك'' فى |إشارة منه إلى نجل الرئيس الأكبر ''علاء مبارك''. وعلى الرغم من أجواء السجن والمحاكمة، إلا أن ذلك لم يمنع نجل الرئيس ''علاء مبارك'' من أن يبتسم لتلك الذلة ، والخطأ الذى وقع فيه القاضى، الذى سرعان ما عدل منه. ''مبارك''.. ترقب و نظارة وابتسامة ''أرجو الرجوع للأستاذ فريد الديب المحامي''.. جملة جديدة أضافها ''مبارك'' إلى قاموس كلماته القليلة أمام الشاشة بمنذ بدء المحاكمة فى أغسطس من العام الماضى، لتنضم إلى ''تلك الكمات أنكرها جميعاً'' وغيرها من الكلمات القليلة، رجع هذه المرة إلى محاميه ''فريد الديب''، والذى يعد سند مبارك القانوني القوي فى فريق الدفاع عنه. لم يترك ''مبارك'' تلك الفرصة أيضاً دون أن يلوح لأنصاره داخل المحكمة، ومن خلال الشاشات التى تلاحقه منذ قدومه من سجن طرة، وحتى قفص الأكاديمية، وحتى نهاية الجلسة، تلويح بيديه تعقبه ابتسامة من الرئيس المتهم، وبنفس النظارة السوداء، كانت أبرز ما فى مشهد القفص لمبارك ، بجوار نجليه. أنصار مبارك.. جزء من المحاكمة وكأنهم ملحقين بمحاكمة مبارك ونجليه وباقى المتهمين، لم يترك أنصار مبارك المحاكمة تمر دون أن يشاركوا فى وقفة خارج المحكمة، ترتفع فيها اللافتات وصور الرئيس السابق على الأكتاف، وكأنه لا يزال فى حكمه، يطالبون بالإفراج عنه، كما اصطحبوا ''الميكروفونات'' ليرددوا من خلالها هتافات تطالب بالإفراج عن مبارك، وذلك وسط تواجد أمني مكثف بطبيعة الحال أمام أكادمية الشرطة. اشتباكات بالأيدى ومشادات كلامية تورط فيها أنصار مبارك أمام المحكمة مع مراسل قناة فضائية، لم تكن الأولى، حيث تورطوا من قبل فى اشتباكات مع أهالى الشهداء والمصابين من أحداث ثورة يناير، كما أصبح عدد مهم على مدار المحاكمات السابقة أيضاً مصابين جراء تلك الاشتباكات، كما ردد أنصار مبارك هتافات منددة بالمرشد ورئيس الجمهورية ''محمد مرسى''. التأجيل..نهاية القضية المحتومة ''ترفع الجلسة نصف ساعة''..هكذا أعلن قاضى القضية ''يسرى الرشيدى''، لكن ''النصف ساعة'' امتدت إلى ساعة تقريبا، ليظن عدد من متابعين القضية عبر الشاشات أن البث انقطع، ليعود بعدها البث، يحمل حكم التأجيل . تأجيل القضية كان مصير الجلسة المعروف مسبقاً، فخمسين ألف ورقة فى القضية لن تكفيها جلسة واحدة، أحراز جديدة وأدلة ظهرت فى ''كراتين'' على الشاشات أيضاً لتمد فى عمر القضية، بالإضافة إلى ضم تقرير لجنة تقصي الحقائق فى أحداث يناير إلى القضية، لتكون بحق أطول قضية فى التاريخ، ليكون الثامن من يونيو هو موعد الجلسة القادم.