يصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين إلى الصين، في زيارة نادرة يأمل المسؤولون الاسرائيليون في أن تساهم في زيادة حجم الصادرات إلى هذه الدولة الاسيوية العملاقة. وسيؤكد نتانياهو للقيادة الصينية، قلقه من برنامج ايران النووي وسيبحث في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وصرح ''مارك ريغيف'' المتحدث باسم نتانياهو لفرانس برس: '' نأمل في ان تساهم الزيارة في رفع مستوى التعاون بين بلدينا''. واضاف ان ''الصين واسرائيل ستستفيدان من ترسيخ تعاونهما وهذا هدفنا''. وأقام البلدان علاقات دبلوماسية في 1992 وكان ايهود اولمرت اخر رئيس وزراء زار بكين في 2007. وفي 2012 بلغت السلع الصينية المستوردة الى اسرائيل 5,32 مليار دولار (3,8 مليار يورو) والصادرات 2,74 مليار دولار وفقا لارقام رسمية. وقال ايلي بيلوتسركوفسكي مدير العلاقات الاقتصادية مع الهند والصين في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان الصين ''احد اهم شركائنا التجاريين وهناك امكانات هائلة لجذب استثمارات صينية الى اسرائيل''. وأضاف أن ''الفكرة هي جذب انتباه السلطات الصينية والمؤسسات التي تملكها الدولة''. وأوضح ''هناك عدد من المجالات الضرورية لتحقيق اهداف الصين التنموية ويمكننا المساهمة في ذلك الى حد كبير'' مشيرا إلى أن التكنولوجيا المتطورة وموارد الطاقة المتجددة والاتصالات والمعدات الطبية والزراعية. وسيمضي نتانياهو أول يومين في شنغهاي حيث سيركز على العلاقات الاقتصادية والتجارية قبل التوجه الى بكين للقاء المسؤولين الصينيين بمن فيهم الرئيس الصيني الجديد شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي كه تشيانغ. وقال مدير دائرة شمال شرق اسيا في الخارجية الاسرائيلية هاغاي شاغرير ان ''لقاء نتانياهو مع القيادة الصينية الجديدة لإقامة حوار وثيق ونقل الرسائل بشكل مباشر مهم جدا بالنسبة لنا''. وصرح لفرانس برس ''نرى في هذه الزيارة فرصة ممتازة لإقامة روابط اقتصادية والترويج للاستثمارات الصينية في اسرائيل وتشجيع الصين على انشاء مراكز ابحاث في اسرائيل والاستثمار في البنى التحتية''. وتقول لتيهيلا ليفي-لاتي المحامية الاسرائيلية التي اقام مكتبها شراكة مع مكتب محاماة صيني والمتخصص في المبادلات التجارية بين البلدين ان ''السلطة الحكومية في الصين هي الاساس''. وصرحت لفرانس برس ''بالتالي فان انضمام مسؤولين حكوميين الى اجتماعات عمل يفتح المجال خصوصا على مستوى رئيس الوزراء''. كما يتوقع ان يحث نتانياهو الصينيين على تشديد العقوبات على ايران لحملها على ابطاء برنامجها النووي الذي يشتبه الغربيون واسرائيل بانه يرمي الى تطوير اسلحة نووية. وتنفي ايران بانتظام ذلك وتقول ان برنامجها لأغراض طبية واخرى تتعلق بالطاقة. وقال ريغيف ''اني واثق من اننا سنبحث قضايا تتعلق بالشرق الاوسط وعملية السلام وبالطبع التحديات لإرساء الاستقرار في المنطقة''. والصين احدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا التي تمارس ضغوطا على ايران بسبب برنامجها النووي. كما انها من اهم الدول التي تشتري النفط الايراني وعارضت العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على طهران. وسيزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكين من الاحد الى الثلاثاء ووفقا لوكالة انباء شينخوا الرسمية فان الصين مستعدة لترتيب لقاء بينه وبين نتانياهو رغم ان المسؤولين لن يكونا في المدينة نفسها في الوقت نفسه. وتقليديا تنأى بكين بنفسها عن قضايا الشرق الاوسط رغم انها بدأت تأخذ دورا دبلوماسيا اكثر نشاطا في السنوات الاخيرة. ويتوقع أن يعود نتانياهو الى اسرائيل الجمعة.