في عيدهم الأول في عهد الرئيس محمد مرسي، أعرب عدد من عمال مدينة المحلة الكبرى عن غضبهم من تدهور أوضاع الصناعة في هذه المدينة الصناعية. وقال العمال أن المصانع في مدينة المحلة والتي يُطلق عليها ''قلعة الصناعة'' مهددة بالإغلاق، خاصة مصانع شركتي غزل ونسيج المحلة بسبب نقص الخامات وتدهور حال المعدات، مما أدي إلي انخفاض معدلات الإنتاج وتراكم الديون علي الشركة وهو ما أنعكس علي أوضاعهم المعيشية. هذا بالإضافة إلي الأزمة التي تعاني منها شركة وبريات سمنود والتي جعلتها تتوقف عن العمل لأكثر من أسبوع بعد خروج العاملون فيها للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة منذ 3 أشهر. كما يواجه العمال أيضاً مشكلة كتان طنطا التي صدر لها حكم قضائي بالعودة للعمل بعد توقفها وبيعها ولكن لم يتمكن العمال من إعادة الشركة للعمل مرة أخري حتي الآن. ومن جانبه، قال كمال الفيومي القيادي بشركة غزل المحلة ل''مصراوي''، أن العامل يشعر بالضيق بسبب انخفاض مستواه المعيشي وقله الحوافز والأرباح، فضلاً عن ارتفاع الأسعار، كما أن العمال يعلمون أن الشركة ستتوقف عن العمل تماماً بعد فترة بسبب نقص المواد الخام، وهو ما سيؤدي إلي توقف 23 ألف عامل عن العمل. وأضاف أن ''حال الشركة في ظل حكم الإخوان أسوء كثيراً من أحوالها في ظل حكم الرئيس السابق، فحكم الإخوان ذل العامل وجعله يفكر كيف يمكنه الحصول على لقمة العيش''. وأكد الفيومي أن ''عيد العمال'' القادم لن يكون عيداً يحتفلون به حيث أنهم سيخرجون في احتجاجات عمالية على المستوى المعيشي الذى وصلوا له. وأوضح القيادي بشركة غزل المحلة أن العمال ينظموا احتجاجات وإضراب عام يوم 1 مايو تزامناً مع ثورة الجياع التي دعت لها القوى السياسية بمدينة المحلة، مشيراً إلي أن الدعوة سوف تشمل عصيان عام وسيتم توجيهها إلي فئات أخرى لمساندة العمال حتى لا تنهار الصناعة المصرية. أما مصطفى عبد العزيز، وهو نقابي عمالي بغزل المحلة، فأكد أن حق العمال تم إهداره في عهد الإخوان، مشيراً إلي تجاهل حقوق العمال في الدستور الجديد رغم مطالبتهم بوجود مواد تحفظ حقوق العمال في مصر. وأضاف ل''مصراوي'' أن انخفاض معدلات الإنتاج داخل شركة غزل المحلة أدى إلي انهيارها في أخر 8 أشهر، فمنذ بدء حكم الرئيس محمد مرسى لم تشهد الشركة ضخ أي استثمارات إليها وهناك تجاهل تام من الحكومة على الرغم من تنويه العمال إلى أن هذا الوضع سيؤدي إلي انهيار الصناعة المصرية ودمار الاقتصاد المصري. وعن العصيان المدني الذى دعي إليه القيادات العمالية داخل الشركة أوضح ''عبد العزيز'' أن العصيان هو الحل الوحيد أمام العمال حتى تستمع لهم الحكومة وتستجيب لمطالبهم، مؤكداً أن الحكومة تسير عكس أهداف الثورة التي خرج العمال فيها في 6 إبريل 2008 ، وقال ''العمال لا يثقوا بوعود الإخوان، فهم يريدون ثورة عمالية جديدة كي تزيل عهدهم''. وأختلف معه في الرأي فيصل لقوشة قيادي عمالي، والذي يري أن العصيان لا يفيد مع هذه الحكومة، وخير دليل علي ذلك ما حدث في بورسعيد مؤخراً. وأوضح ل''مصراوي'' أن الأسلوب المتعنت التي تتعامل به الرئاسة مع الشعب هو سبب تدهور الأوضاع وجعل العمال يندمون علي نزولهم في الثورة. وأكد أنه منذ ثورة يناير ومع بداية حكم الرئيس محمد مرسي وهناك تدهوراً شديداً في أوضاع الشركات الصناعية بالمحلة وقد تراجع معدلات الإنتاج إلي أكثر من 20 بالمئة، مما أثر على أرباح العمال وتسبب في تأخير صرف رواتبهم وحوافزهم، أما الحكومة في ''ودن من طين وودن من عجين''. ووصف هشام البنا قيادي عمالي بوبريات سمنود، في حديثه ل''مصراوي'' حكم الإخوان ب''عزرائيل'' الذي قبض روح الصناعة المصرية. وأكد أن أوضاع الصناعة في تدهور مستمر بعدما قامت الحكومة بمنح الدول الصناعية الأخرى حق فتح أسواق لها في مصر ورفع رسوم الجمارك، مما أدى الى تدهور الصناعة تماماً.
