أكذوبة طويلة عاشها الشعب المصري، طيلة عامين كاملين تظاهر فيها الرئيس السابق مبارك بالمرض؛ يذهب ويعود إلى محاكمته مستلقياً على سرير طبي، حتى لا يودع فى غياهب السجن امتثالا لقرار المحكمة بحبسه احتياطياً، ولكن المفاجأة التي كشفها العميد طارق الجوهري - قائد حراسات مبارك أثناء إيداعه بالمركز الطبي العالمي - أن الرئيس السابق كان يتريض بصالة ''الجمنازيوم''، المرفقة بجناحه إضافة إلى مبيت زوجته سوزان ثابت معه بشكل دائم بالمخالفة للقانون. شاهد الفيديو حارس مبارك وقال الجوهري، في حوار خاص لمصراوي سيتم نشره لاحقاً: ''كُلفت بحراسة الجناح الخاص، بالرئيس السابق مبارك عقب قرار محكمة الجنايات بإيداعه بالمركز الطبي العالمي، وكان الجناح مجهز تجهيز كامل لمبارك حتى قبل الثورة، وقيل لى أن بداخله ''حمام سباحة''، لم يتم استكماله بعد، وقيل لي أن هناك صالة ''جمنازيوم ''، وحجرة للضابط اللي هيبات معاه ''وأساسينر خاص''، لا يصعد أو يهبط إلا من وإلى الدور الخامس الذي يقع به الجناح''. وأضاف الجوهري: '' مدير المستشفى رفض التواجد الشرطي داخل المستشفى؛ لأن زي الشرطة يؤدي إلى ابتعاد المرضى عن المستشفى، وأن من يريد التواجد، عليه أن يرتدي الزي المدني، وتم بالفعل تبديل الملابس إلى الزي المدني العادي، تفادياً للوقوع في مشكلات''. وواصل قائد حراسات مبارك حديثه :'' بمجرد أن انصرفت القوات، حضرت سوزان مبارك وشقيقها منير ثابت، على البوابة الرئيسية، ومكثت على البوابة ما يقرب الساعة ونصف، ولا أحد يملك السماح لها بالدخول، وأخطره الحرس أنها منهارة من البكاء، وبعد الساعة ونصف جاء القرار لي من القيادة بالسماح لها بدخول المستشفي، ويمنع شقيقها من الدخول، مشددين ''إن محدش يعرف''، رغم أن المجندين وغيرهم قد شاهدوا الموقف''، على حد قوله . وأردف العميد طارق الجوهري قائلاً:'' بعد أول زيارة، سمح لسوزان مبارك، بالدخول إلى مبارك كل يوم، وفى أغلب الأحيان كانت تبيت معه في الغرفة، ثم تخرج وتصطحب معها بعض الاحتياجات، ولا يقوم أي ضابط مباحث بتفتيشها أو باستيقافها على الإطلاق، واستمر هذا الأمر طوال خدمتي هناك''. وكشف الجوهري عن أحد المفاجأت؛ حيث قال له ضابط المباحث الذي كان يصاحب مبارك فى الجناح، عن أنه سمع فى أحد الأيام صوت ضجيج عال فتوقع حدوث مكروه، وبعد استبيان الأمر علم أن مبارك قام للتريض على أجهزة '' الجمنازيوم'' الملحقة بالجناح وأن أصوات الأجهزة هى التي أحدثت الضجيج . وأضاف الجوهري:'' ضابط المباحث أخبرني أن مبارك كان فى بادئ الأمر ساكتاً ولا يتكلم معه، ومع مرور الأيام بدأ مبارك فى طلبه للجلوس معه، وكان يقول له هل تصدق ما يقال عني، ولأن ضباط الشرطة يحبون مبارك كان يقول له لا طبعاً وبكره الناس تعرف الحقيقة''. وأشار الجوهري إلى أن المشير طنطاوي والذي كان يتولى إدارة شئون البلاد في هذا التوقيت أمر بسحب جميع قوات الجيش من حول المركز الطبي العالمي، عدا قوات الجيش التى لديها خدمات أخرى بعيدة والتى ليس لها شأن بمبارك.
