أكد الكاتب الصحفي لويس جريس أن التوريث لم يقتصر في عهد مبارك على عائلته بل أمتد إلى العاملين في مؤسسات الدولة المختلفة، لافتا إلى أن الإخوان سوف يفعلون في مصر ما هو أكثر من مبارك من توريث وفساد، من خلال المتعصبين المتشددين عندما تتاح لهم الفرصة. وأضاف جريس خلال استضافته في حلقة عن أوضاع الأقباط ومشاكلهم في برنامج ''في الميدان'' على فضائية ''التحرير'' مساء الأربعاء، أن الإخوان لم يراعوا القيم الإنسانية والإسلامية ولا المسيحية وقضوا على الأقباط في وزارات سيادية. وأضاف جريس من يعتقدون أن تفريغ مصر من الأقباط لخدمة المشروع الإسلامي ''واهمون''، موضحا أن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين لو كان موجودا بينهم الآن لم يكن ليرضى بما تفعله الآن جماعته، من تعدٍ على النساء وحبس الإعلاميين. بينما قال مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية في أوروبا، خلال مداخله هاتفية مع البرنامج، إن التيارات الإسلامية تمارس الإرهاب ضد الأقباط في مصر، لافتا إلى أن الأقباط يعيشون عصر الفاشية الدينية في ظل حكم الإخوان الذين يعملون في الخفاء على مهاجمة المسيحيين. وأكد قلادة أن المسيحيين كانوا مضطهدين في عهد مبارك في الخفاء ولكن الإخوان يضطهدونهم بشكل علني الآن وبدء ذلك بتهميشهم عند وضع الدستور. وسخر قلادة مما يقال إن المسيحيين يتقاضون معونات من الخارج قائلا: ''احنا اللي خدنا واحد ونص مليون دولار من أمريكا، واحنا اللي قابلنا السفيرة الامريكية وحضرنا الاحتفال معاها، واحنا اللي بنراسل البيت الأبيض''، في إشارة إلى الإخوان. شاهد الفيديو لويس جريس وأضاف أن الإخوان المُسلمين يحدثون وقيعة، وهم سبب الأزمات بين الأقباط والمسلمين، باتهاماتهم الكاذبة لأقباط أوروبا بأنهم مُمولون من أمريكا وعملاء لإسرائيل، مؤكداً أن الإخوان هم من ينطبق عليهم تلك الاتهامات. وتابع ''هم لجأوا إلى البرلمان الأوروبي قبل الثورة، وعرضوا القضية المصرية، مؤكدين استبداد النظام السابق وديكتاتوريته، وكان هذا من أجل كسب الرأي العام العالمي''. وأشار إلى عدم تمتع أقباط أوروبا بالكثير من الحقوق المصرية، وعلى رأسها عدم تمثيلهم فى ''لجنة وضع الدستور''، مؤكداً ضرورة ''تدويل'' قضية الأقباط في مصر. المفكر القبطي، كمال زاخر، مؤسس التيار العلماني بالكنيسة، كان ضيفا في نفس الحلقة وقال خلالها إن هناك مخططا يهدف إلى إخلاء المنطقة العربية من المسيحيين، مشيرا إلى أن ذلك بدأ في العراق وسوريا ولبنان وجاء الدور على مصر. وأكد زاخر أن الأقباط أكدوا أنهم لا ينفصلون عن هموم الوطن لأنهم في قلب الوطن يحملون مسئولية المشاركة في حلها وحماية مقدراته، وقد أكدوا من خلال مشاركاتهم الإيجابية في انتفاضة 25 يناير بشخوصهم أنهم لا يتوانون عن المشاركة الفاعلة في التحرك الوطني ويؤكدون إن التظاهرات والاعتصامات هي آليات مشروعة في الدولة المدنية وفى إطار الدستور والقانون. وأضاف أن الدولة تنكر وجود الأقباط في مصر وليس تهميشهم في ظل سيطرة الإخوان المسلمين وما قبل ذلك في عهد النظام السابق. وأشار الى إنه منذ نشأة الإخوان المسلمين سنه 1928 وهم ينكرون وجود الأقباط في مصر على أنهم من أهل مصر. وقال زاخر إن ''ما يتعرض له الأقباط حاليا جريمة مكتملة الأركان مثلما حدث في تحديد موعد الانتخابات''، مؤكدا إغفال وعدم إدراك من مؤسسة الرئاسة لكتلة انتخابية تالية للكتلة الإسلامية وهى كتلة الاقباط، وهذا إنما يدل على أن هناك خللا في اتخاذ القرارات وربما يفسر ذلك بأن الارتباك الموجود بين الاطياف السياسية قد يستهدف إبعاد فصيل معين وهو الاقباط عن الانتخابات وانكارهم. وشدد زاخر على ضرورة ان تعترف الحكومة والرئاسة بفشلها في إدارة البلاد.