روى الصحفي هيثم عمار، رئيس قسم الإسلام السياسي في جريدة الموجز، تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له على يد أحد ضباط حرس السفارة الأمريكية. وقال عمار ''تعرضت يوم الثلاثاء الماضي 5 مارس لتحرش لفظي ومحاولة للضرب علي يد أحد ضباط حرس وزارة الداخلية الخاص بالسفارة الأمريكية''. وأضاف عمار في بيان له، الجمعة ''بدأت القصة في تمام الساعة الثانية عشر والنصف ظهرًا وبينما أنا متوجه لعملي في الجريدة الإسبوعية والتي يستقر عنوانها في ''4أ'' شارع ضريح سعد زغلول متفرع من القصر العيني، وكالعادة أمُر يوميا بعدة شوارع حتي أصل إلى مقر العمل''. وتابع عمار: ''في هذا اليوم تحديدًا كانت الاشتباكات دائرة بين بعض المتظاهرين وقوات الأمن المركزي عند مدخل كوبري قصر النيل من ناحية ميدان التحرير، ولذا سلكت طريق الكورنيش من أمام فندق سيمراميس، عابرًا من أمام السفارة الأمريكية، ففوجئت وقتها بسيدة تقف في منتصف الطريق أمام السفارة وتردد: ''ده اعتداء علي حرية الصحافة'' فبادرتها بالسؤال، ما الموضوع؟ فأجابت : ضابط ماسك صحفي ومبهدله''. وتابع رئيس قسم الإسلام السياسي بجريدة الموجز: فنظرت حولي، لأجد هذا الصحفي داخل أحد أكشاك الحراسة أمام سفارة أمريكا، غارقًا في دموعه، ويردد بصوت عالي لضابط يمتلك بنيان قوي ''ربنا ينتقم منك وإن شاء الله ربنا هيعمل في ولادك زي ما عملت في''، فهرعت متوجهًا ناحية هذا الضابط وبمنتهي الاحترام بادلته السلام وقلت له: ''مش ده حضرتك صحفي وكان بيشتغل، طيب ليه تعتدي عليه؟''. فرد الضابط قائلًا -على حد قول عمار- ''وحضرتك مين بقى''، بنظرة تحمل كل معاني السخرية التي وجدت منذ نشأة البرية، فأجبته: ''أنا أسمي هيثم عمار وشغال صحفي'' فرد عليه مرة ثانية: ''وانت مال أمك، وتعالى أوريك أنا عملت فيه إيه''، وجذبني من قميص كنت أردتيه آنذاك. واستطرد عمار، ثم نادى الضابط علي عساكر الأمن المركزي ففوجئت بسيل منهم، يلتف حولي وكل واحد منهم يشدني من اتجاه مخالف للآخر؛ ليجبروني علي الدخول إلي كشك الحراسة حتي يمارس هذا الضابط هوايته المفضلة كما فهمت، في الاعتداء علي الصحفيين أو المواطنين بوجه عام. وقال عمار ''في أثناء ذلك كان يوجه لي أبشع الألفاظ لأمي يعف لساني عن ذكرها، لكنني صممت علي المقاومة حتي خرج ضابط أخر وقال له: ''اهدي ياعم، هو ايه اللي حصل'' ،وأمر عساكر الأمن المركزي الملتفة حولي بالانصراف والعودة إلي أماكنهم المخصصة، فنفذوا كلامه وأخذني بين يديه ليبعدني عن هذا الضابط الذي انتابته نوبة من الصرع تجاهي، ويبدو أن قلبه امتلأ بحقد دفين، تجاه كل من يمارس مهنة الإعلام والصحافة لم أعرف سببه حتي الآن'' ''حسب قوله''. وأضاف عمار ''نجح الضابط الآخر الذي دافع عني في إبعادي عن مكان الواقعة وقدم الاعتذار لي قائلا: معلش يا أستاذ أن آسف ليك، إحنا شغالين من امبارح وما نمناش فما تزعلش منه، قلت له : حصل خير، بس أنا مش هسيب حقي''. وتابع عمار، للأسف لم أنجح في معرفة أسم هذا الضابط الذي حاول الاعتداء علي، ولذلك قررت أن اتقدم بشكوي اختصم فيها حرس السفارة الأمريكية بالكامل ووزير الداخلية بصفته حتي استرد هيبة مهنة الصحافة أولا وحقي ثانيا. ووجه رئيس قسم الإسلام السياسي لجريدة الموجز الأسبوعية رسالة، جاء فيها: ''أيها الصحفيون، هذه هيبة مهنتنا صاحبة الجلالة، فلابد أن ندافع عنها بكل قوة ونتصدى لكل من يحاول التحرش بها، بمنتهي الحزم والشدة، لذا أطالب مجلس نقابة الصحفيين فردًا فردًا بعدم التفريط في حق المهنة وحقي، كما أنني أطالب جميع زملائي وزميلاتي بالوقوف معي حتي نستطيع أن نمارس عملنا بشفافية تامة دون أي معوقات أمنية''.