أكد حزب النور، أن الحكومة الحالية برئاسة الدكتور هشام قنديل ليست منتخبة، ومن ثم لا يجوز لها أن تقدم على خطوات استراتيجية كبرى مثل مجال السياحة للشيعة، لأن إغلاق باب السياحة الدينية الشيعية أمر من ثوابت السياسة المصرية منذ أن أعادها صلاح الدين الأيوبي إلى قيادة العالم السني مرة ثانية. وقال الحزب، في بيان له اليوم الإثنين، بشأن زيارة وزير السياحة لإيران، "لو فرض أن هذه حكومة منتخبة، لما جاز لها الإقدام على أمر تعلم أنه يخالف توجه الغالبية العظمى من الشعب المصري، و قد وضح ذلك في زيارة الرئيس الإيراني". وأضاف النور: "زعم وزارة السياحة بأن غرضها هو فتح مجالات سياحية أخرى غير السياحة الدينية هو امتداد لحالة عدم الشفافية التي تنتهجها الحكومة الحالية، وإلا فهل يملك أن يعطي للزائر الإيراني تأشيرة لا تصلح إلا لدخول شرم الشيخ مثلاً، أم أن تأشيرة الدخول للسائح تسمح له بالتنقل بحرية في أنحاء مصر، وهذا رئيسهم لم يحرص في زيارته إلا على هذه المساجد التي يدعون أنها تخص الشيعة". وذكر الحزب، أن تجاهل تحذيرات شيخ الأزهر بخصوص الشيعة وزياراتهم إضعاف للمشروع الإسلامي، خاصة مع تزامن محاولة الالتفاف على نص المادة الرابعة من الدستور المصري الجديد، والتي تنص على ضرورة أخذ رأي هيئة كبار العلماء في أمور الشريعة الإسلامية، والتي تمثل أحد دعامات الدولة الدستورية القانونية ذات المرجعية الإسلامية - على حد قولهم. وتابع حزب النور: "الفرق شاسع بين مرجعية أهل العلم عند أهل السنة المأخوذة من قول الله - وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم، والتي ضبطت بعدها بقوله - فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، وبين ولاية الفقيه عند الشيعة القائمة على عصمة إمامهم الغائب، والتي ادعاها الخميني فيما بعد لفقهاء الزمان، مما يجعل كلامهم لا معقب عليه في أمور الدين والدنيا، وإنا لنعجب ممن ينبهر بالتجربة الإيرانية، ثم في الوقت ذاته يهدم المرجعية السنية المنضبطة بدعوى الفرار من مشابهة الشيعة". وأشار النور، إلى أن الانفتاح على إيران يخالف البرنامج الانتخابي للرئيس مرسي ووعوده الانتخابية، الذي التزم فيها بأن التطبيع الثقافي مع الشيعة خط أحمر، قائلاً: "كنا نظن أن زيارة الرئيس المصري لإيران، وما تم فيها من تشويه متعمد لكلامه، وكتم الترضي عن الصحابة وعدم إذاعته مما يخالف كل الأعراف الدبلوماسية سوف يكشف للجميع مدى بغض الشيعة للصحابة رضى الله عنهم وعدم إطاقاتهم سماع الترضي عليهم إلا أننا فوجئنا بالعكس، لكن أن مصر تتمتع بوحدة صفها السني، وهذا حفظها من خطر الصراعات الطائفية مثلما يحدث في العراق ولبنان وغيرهما، وفتح باب المد الشيعي في مصر يهدد هذه الوحدة ويقوض السلام الاجتماعي". وتعجب حزل النور من التواصل مع إيران في نفس الوقت الذي يُقتل فيه الأبرياء في سوريا، مشدداً على أنه لا يمكن اعتبار ملف الشيعة من الملفات التي تحتمل مناورة سياسية عارضة مع دولة أو مع أخرى. وناشد حزب النور، جميع الدعاة الإسلاميين، لا سيما المؤثرين في توجهات حزب الحرية والعدالة أن يمارسوا دورهم في نصيحة حكومتهم، وتبصير شعبهم بالمخاطر العظيمة المترتبة على هذه المغامرة السياسية غير المحسوبة.