''51 طفلا يحضرون حصتهم الأولى في الجنة''.. لم يكن هؤلاء الأطفال الصغار يدركون أنه آخر يوم لهم في حمل ''الكراريس''، وخرجوا كعادتهم صباح كل يوم يقصدون مدرستهم الأزهرية، إلا أن القدر أولا، والإهمال ثانيا، أخذ بأيديهم إلى طريق بلا عودة. شاهد الفيديو سقطت الأقلام فوق قضبان أسيوط ''الموت'' دائما يأتي دون سابق إنذار.. تحرك أتوبيس ''معهد نور الهدي الديني الأزهري الخاص بقرية ''بني عديات'' بمحافظة أسيوط في السابعة صباح السبت، 17-11-2012، في اتجاهه للمدرسة، وأثناء عبور الأتوبيس مزلقان قرية المندرة في ''منفلوط''، فوجئ سائق الأتوبيس بالقطار رقم 165 المتجه من أسيوط للقاهرة، ليدهس أركانه، ويحطم أحلام 51 طفلا. ''5000 جنيه للمتوفى و 1000 جنيه للمصاب''.. هذه تسعيرة دم المواطن المصري بحسب وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية، الأدهى أن التليفزيون الرسمي للدولة تجاهل أمر الحادث ''المأسوي''، في حين انشغلت جميع الفضائيات بنقله، ولم يتدارك المسئولون بالتليفزيون الأمر، إلا بعد مضي أكثر من نصف ساعة. '' أب فقد أبنائه الأربعة''.. حمادة أنور والد الضحايا ''أدهم وأروي ونور وريم'' فقدهم جميعًا، لا يكفيه استقالة وزير النقل أو غيره من المسؤولين، سيظل قلبه يبكي دما لفراق فلذات أكباده الأربعة. ''شهادة سائق القطار''.. ''كنت في طريقي وبسرعتي العادية، لكنني لم أجد إشارات أو اتصالات تتعلق تطالبني بالتوقف، وجد الأتوبيس فجأة أمامي ولم أستطع التصرف، ووقوفي المفاجئ كان سيحمل كارثة أخرى، وسينقلب القطار، دفعت الأتوبيس أمامي وأنا أصرخ وأسمع صرخات من داخل الأتوبيس''. ''وصول رئيس الوزراء''.. انتقل الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء إلى موقع الحادث، لتفقده وسط تواجد أمني مكثف من قوات الأمن المركزي لتأمينه، ووسط تدافع الأهالي الغاضبين قامت القوات المكلفة بتأمين رئيس الوزراء بالاعتداء عليهم، تسبب ذلك في حالة غضب عارمة بين جموع الأهالي، متسائلين ''ألم يكفي فشل الحكومة في ضياع أبنائنا دهساً تحت عجلات القطار صباحا، فحضر رئيس الوزراء بمرافقة الشرطة للاعتداء علينا مساءً؟''.