أطلق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم ''وايز'' في دورته الرابعة، كتاب ''تعلم مهارات العمل: ابتكار جذري لمواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل''، لربط التعليم باحتياجات أسواق العمل ومساعدة الشباب لإيجاد الوظيفة الملائمة، وطبقًا للمؤتمر، فإن الكتاب يركز على قضية محورية تبرز في العديد من الدول العربية والإفريقية ودول العالم الثالث، وهى عدم استطاعة الأنظمة التعليمية الحالية في إعداد الطلاب بالصورة المطلوبة لدخول سوق العمل بكفاءة واقتدار، خاصة بعد ارتفاع معدلات البطالة بين شريحة الشباب ممن تقل أعمارهم عن 25 عاماً إلى مستويات غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، مما يكشف عن الفجوة الموجودة بين مهارات التعليم واحتياجات سوق العمل. ويؤكد الكتاب على ضرورة إيجاد طرق جديدة للقضاء على هذه الفجوة، حيث أن اكتساب الطلاب للمهارات اللازمة لم يعد كافياً اليوم؛ وبالتالي، لا بد من تعليمهم قيم ريادة الأعمال بما يمكنهم من إحداث تغيير حقيقي يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعاتهم. وصرح الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل ثاني، رئيس مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز": "يلتزم المؤتمر بتسليط الضوء على المناهج الجديدة التي يمكن أن تساعد في التغلب على التحديات التعليمية، فضلاً عن تشجيع اعتماد حلول عملية وفعالة، منها هذا الكتاب الذى لا يستهدف المجتمع التعليمي فحسب، ولكنه يستهدف أيضاً صناع القرار وقادة الفكر الذين يمتلكون القدرة على تحريك عجلة التغيير، كما نهدف من خلاله إلى تعزيز الوعي لدى عامة الناس بأن التغيير ضرورى وممكن الحدوث". ويتناول الكتاب 15 دراسة حالة وقصة شخصية مستقاة من مشاريع تعليمية طموحة من مختلف أنحاء العالم، تم انتقاؤها بمساعدة خبراء التعليم منهم مبتكرين فازوا بجوائز "وايز"، كما يغطي الكتاب مجموعة متنوعة من المشاريع، بما في ذلك شبكة المدارس التي أسستها منظمة "براك" غير الحكومية، التي حاز مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها السير فاضل حسن عابد على جائزة "وايز" للتعليم في عام 2011. كما يتضمن العديد من المشاريع الفائزة بجوائز "وايز"، مثل شبكة تحالف الأرامل من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة في غانا؛ وإذاعة صغار المزارعين في المناطق الريفية في نيجيريا؛ ومشروع "الجسر" للشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية في المغرب. من جانبها، قالت فاليري هانون، عضو مجلس إدارة منظمة "إنوفيشن يونيت"، التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها: "يستكشف كتاب "وايز" الجديد أحد أهم التحديات التي يواجهها عصرنا الحالي ألا وهو وجود ثغرة بين عالمي التعليم والعمل. وبالتالي، فهو يسعى للتغلب على هذا التحدي من خلال بعث التفاؤل في نفوس الناس من خلال تسليط الضوء على مجموعة من المبادرات التعليمية المتميزة والناجحة على أمل أن يتم السير على نهجها في مناطق أخرى من العالم". وكان مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" قد كلف المصور العالمى فى "ناشيونال جيوغرافيك" منذ عام 1991، ومؤسس وكالة "ويبيستان" (Webistan) للصور رضا ديغاتي بتسجيل صور معبّرة لإضفاء المزيد من الحيوية على دراسات الحالة التي يتناولها الكتاب، حيث علق رضا قائلاً: "لقد أدركت خلال الوقت الذي قضيته محاولاً التعرف ميدانياً على هذه المشاريع، الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها الرؤية العالمية لكتاب "وايز" وتأثيره المحتمل. وطوال مدة العمل على هذا المشروع، لم نقلل أبداً من قدر المهمة التي نقوم بها، والتي تتمثل في أن نكون صوت وعين القارئ، وأن نشارك الناس هذه القصص التي ستسهم في النهاية في إلهام العالم أجمع". ويتناول الكتاب 16 مشروعاً رائداً نجحت في الارتقاء بحياة الناس من خلال التعليم، كما يلقي الضوء على بعض السمات المشتركة للابتكار، وآلية التوصل إليه، والأساليب الفعالة والوقت المناسب لتكرار وتوسيع نطاق الابتكارات الناجحة فى مجال التعليم على مستوى العالم.