نوريهان سيف الدين ويسرا سلامة: في خطوة جديدة ليست لها سابق من قبل، قامت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''، بوضع صورة العلم الفلسطيني فوق الصفحة ''تضامنا مع أهل غزة''، لما يتعرضون له من قصف إسرائيلي شديد ومستمر منذ أيام، واستهداف لقادة المقاومة الفلسطينية في العملية الإسرائيلية ''عامود السحاب''. استحسان كبير لنصرة الخارجية المصرية للموقف المتأزم بالقطاع بدى من تعليقات زوار الصفحة، ولكن موقف الخارجية لم يقتصر على ''صورة العلم'' فقط، بل استدعت مصر سفيرها في تل أبيب ''عاطف سيد الاهل'' - والذي اعتمدت إسرائيل أوراقه سفيرا للقاهرة لديها منذ شهر مضى- وذلك للتشاور في الأمر و تبليغ إسرائيل رسالة القاهرة برفضها العدوان على القطاع واغتيال ''الجعبري''. تغيير صورة الغلاف لم يكن محل إعجاب من الجميع، فالبعض اعتبر ذلك ''رد لا يليق'' من الخارجية المصرية، وفى انتظار رد أكبر على مستوى الحدث الذى تمر به غزة الآن، ''ريزو'' علق قائلاً:'' يا فرحتى بتغير الغلاف.. فين طرد الخنزير احنا هنرجع للشجب والإدانة''، ''مصفى'' علق قائلاً :''أهو احنا كده.. فالحين فى تغيير صورة البروفايل وخلاص !''، ''أحمد حسن'' قال: ''هو ده الرد فين التحرك؟''. صفحة ''الجالية المصرية'' لم يروق لها المشهد وعلقت: ''فين العلم المصري''، مما دفع الصفحة للرد عليها : ''العلم المصري موجود ودائما إن شاء الله وسيعود إلى الصفحة، لكن هذه رسالة لأهلنا في فلسطين بتضامننا معهم أمام العدوان'' . لم يخل الأمر من تعليقات الأخوة الفلسطينيين من أجل شكر الخارجية المصرية على هذا، ''يحيى زكريا'' يقول: '' نشكر الشعب المصري عامة والحكومة المصرية بشكل خاص من قلب الحدث فى غزة''، ''شيرين لباد'' تقول أيضاً :'' تحية من غزة رمز العزة لمصر الشقيقة''، ''حازم النوري'' وجه تحية إلى الشعب المصري وقال :'' من الشعب الفلسطيني تحيه خاصة لأم الدنيا مصر وشعبها الأحرار''. يذكر أن الاستدعاء هو ''الثالث'' في تاريخ التمثيل الدبلوماسي بين القاهرة وتل أبيب، وسبق أن استدعت مصر سفيرها لأول مرة عام 1982 عقب العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني لاستهداف المقاومة الفلسطينية المتمركزة هناك، والثاني عقب مقتل ثلاثة جنود مصريين على الحدود برصاص إسرائيلي العام الماضي، وطالبت مصر بالتحقيق في الحادث وتقديم إسرائيل لاعتذار رسمي. وأدى القصف لاستهداف سيارة القائد ''أحمد الجعبري'' الملقب ب''أبو محمد''، وهو أبرز القادة العسكريين لحركة المقاومة الإسلامية ''حماس''، ويمثل اغتياله ضربة موجعة جدا للحركة التي تدير قطاع غزة، واغتالت إسرائيل الجعبري (52 عاما) وهو حاصل علي شهادة بكالوريوس في التاريخ، بصاروخ أصاب مباشرة سيارة الجيب المدنية ذات اللون الرمادي التي كان يستقلها مع أحد معاونيه، في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة. ومنذ بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، تمكن ''الشهيد الجعبري'' من تطوير المجموعات المسلحة في حركة حماس في إطار ذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام الأشبه بجيش صغير ومنظم، ويعتبر ''الجعبري'' مهندس صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي ''جلعاد شاليط'' في 2011، و هو أيضا من طوّر كتائب القسام وبنى بنية حقيقية للقسام في الضفة الغربية قبل أن تقوم السلطة الفلسطينية بتصفية المقاومة في الضفة.