واشنطن/اسلام اباد (رويترز) - خففت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الضغط عن باكستان يوم الاحد قائلة انها لا تملك دليلا على أن اسلام اباد كانت تعرف أن اسامة بن لادن كان يعيش في باكستان قبل مقتله على يد قوات خاصة امريكية في بلدة عسكرية. ومن المقرر ان يلقي رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني كلمه امام البرلمان يوم الاثنين في اول بيان له الى الشعب الباكستاني بعد اكثر من اسبوع من وقوع الحادث الذي احرج البلاد واثار مخاوف من حدوث خلاف جديد بين اسلام اباد وواشنطن. وزادت الشكوك في ان جهاز المخابرات الداخلية الباكستانية صاحب التاريخ الطويل من العلاقات مع الجماعات المتشددة ربما كانت له علاقات مع بن لادن او بعض رجاله على الاقل. وتوصف المخابرات الباكستانية بأنها دولة داخل الدولة. وترفض باكستان مثل هذه المزاعم وتقول انها تدفع ثمنا باهظا من الارواح والاموال لدعم الحرب الامريكية على التطرف والتي بدأت بعدما شن اتباع بن لادن هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال مستشار الامن القومي الامريكي ان وجود بن لادن لعدة سنوات في مجمع ببلدة أبوت اباد أمر "يحتاج الى تحقيق" لكن لا يوجد ما يشير الى ان الحكومة او المؤسسة الامنية كانا يعرفان بوجوده هناك. وعندما سئل عما اذا كانت باكستان مذنبه في ايواء زعيم القاعدة قال توم دونيلون لشبكة (ان.بي.سي) الامريكية "بوسعي ان ابلغكم مباشرة انني لم ار دليلا يقودنا الى ان القيادة السياسية او العسكرية او المخابراتية كان لديها علم مسبق (بوجود) بن لادن." واضاف "كيف يمكن أن يحدث ذلك في باكستان.. ...يتعين علينا التحقيق في ذلك. ينبغي لنا العمل مع الباكستانيين. ونحن نضغط على الباكستانيين بشأن هذا التحقيق." وقال دونيلون ان المسؤولين الباكستانيين عليهم ايضا ان يزودوا السلطات الامريكية بمعلومات المخابرات التي جمعوها من المجمع حيث قتل بن لادن واتاحة الوصول الى زوجاته الثلاثة اللاتي تحتجزهن باكستان. لكنه اضاف انه برغم الصعوبات التي تواجه العلاقات الامريكيةالباكستانية "يتعين علينا ايضا ان نعمل عن كثب مع باكستان في جهودنا لمكافحة الارهاب. جرى القاء القبض على ارهابيين ومتطرفين او قتلهم في باكستان اكثر من اي مكان اخر." وشكك مسؤولون امنيون باكستانيون يوم الاحد في تأكيد الولاياتالمتحدة بأن اسامة بن لادن كان يدير بنشاط شبكته واسعة الانتشار من مجمعه في ابوت اباد حيث قتل في الثاني من مايو ايار. وقالت واشنطن يوم السبت انه بناء على مجموعة من الوثائق واجهزة الكمبيوتر التي ضبطت في الغارة فقد كان مخبأ بن لادن شمالي اسلام اباد "مركزا نشطا للقيادة والسيطرة" للقاعدة حيث شارك في تدبير هجمات مستقبلية على الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول كبير بالمخابرات الباكستانية "الامر يبدو سخيفا. لا يبدو انه كان يدير شبكة ارهابية." وقال مسؤولون باكستانيون ان حقيقة عدم وجود خدمة انترنت او حتى خط للهاتف في المجمع حيث كان يختبئ المطلوب رقم واحد في العالم تثير الشكوك في مركزية دوره بالنسبة للقاعدة. ويؤكد المحللون منذ فترة طويلة تفتت القاعدة حتى قبل سنوات من مقتل بن لادن لتتحول الى جماعة غير مركزية تعمل بدونه من الناحية التكتيكية. وعندما سئل عن تأكيد مسؤول بالمخابرات الامريكية بأن بن لادن "كان نشطا في التخطيط للعمليات وفي توجيه القرارات التكتيكية" للقاعدة من منزله السري بأبوت اباد قال مسؤول امني باكستاني كبير "هذا هراء". ونشر البيت الابيض السبت خمسة تسجيلات مصورة التقطت لبن لادن في مجمعه وأغلبها يظهره بلحية سوداء وهو يتدرب على الخطابات المسجلة المصورة التي كان يوزعها أحيانا على اتباعه. ولم يبث اي من هذه التسجيلات مصحوبا بالصوت. وقال مسؤول مخابراتي امريكي ان الصوت حجب لان الولاياتالمتحدة لا تريد نشر دعاية لبن لادن. لكنه قال انها تحتوي على النقد المعتاد للولايات المتحدة وكذلك للرأسمالية. وفي حين اظهرت عدة تسجيلات بن لادن وهو يتدرب على الخطابات ظهر في احداها بلحية غزاها الشيب وقد التحف بغطاء في غرفة بسيطة وهو يشاهد صورا بالفيديو لنفسه في مواقف مختلفة. وقال مسؤول المخابرات الامريكي "هذا المجمع في ابوت اباد كان مركزا نشطا للقيادة والسيطرة للقائد الاعلى للقاعدة ومن الواضح... انه لم يكن مجرد مفكر استراتيجي للجماعة. "لقد كان نشطا في التخطيط للعمليات وفي توجيه القرارات التكتيكية." وتعكس الروايات المتضاربة عن دور بن لادن رغبة واشنطن واسلام اباد في نشر الرؤية الخاصة لكل منهما لحياة بن لادن خلف جدارن المجمع. والتركيز على ضعف بن لادن يجعل اكتشافه في بلدة تبعد دقائق قليلة عن اكاديمية عسكرية باكستانية اقل احراجا لباكستان لكن الاعلاء من شأنه يكسب العملية الامريكية قدرا اكبر من النجاح. تأتي هذه المزاعم المتضاربة بينما قال مسؤولون باكستانيون كبار ان بن لادن ربما عاش في باكستان لاكثر من سبع سنوات قبل ان يقتل رميا بالرصاص وهو كشف من شأنه ان يزيد من توتر العلاقات بين البلدين. وقالت امل احمد عبد الفتاح احدى ارامل بن لادن للمحققين ان زعيم القاعدة واسرته أمضوا خمس سنوات في ابوت اباد. وكانت أمل عبد الفتاح ومعها زوجتان أخريان لبن لادن وعدد من ابنائه بين 15 او 16 شخصا اعتقلتهم السلطات الباكستانية في المجمع الذي قتل فيه بن لادن بعد الغارة. واضافت ان زوجها عاش في قرية قريبة لنحو عامين ونصف قبل ان ينتقل الى ابوت اباد. ويشعر سكان قرية تشاك شاه محمد بمزيج من القلق والخوف بعد ان وجدوا انفسهم في بؤرة التحقيق. وقال محمد نصير وهو جندي متقاعد (65 عاما) اثناء استراحه من العمل في حقله "الجميع في القرية يعرف متى تلد البقرة عجلا لذلك كيف يتسنى لبن لادن واسرته الاختفاء هنا..". واضاف "استطيع ان اقول يقينا انه لم يكن هنا". ويوجد بالقرية نحو 120 منزلا صغيرا ويبلغ عدد سكانها نحو 400 شخص غير ان كثيرا منهم غادر للعمل في المدن. ويقوم رجال الامن الباكستانيون بتفتيش المنازل بحثا عن ادلة. وقال معلم يدعى احمد سلطان "الشرطة لم تعتد مطلقا القدوم الى منازلنا لكن هؤلاء الرجال حولوا جميع الشكوك الينا". واضاف "اطفالي يسألوني 'يا أبي ماذا حدث ...ماذا فعلت..'. ليس لنا علاقة ببن لادن. نحن باكستانيون ...نحن لا نشعر تجاهه بأي شيء".