''المرور ورغيف الخبز وأزمة الطاقة والأمن والنظافة والبطالة والصحة والعدالة الاجتماعية'' هذه الكلمات تختصر برنامج الدكتور محمد مرسي لكنها تمثل أكبر ومعظم المشكلات التى يعانى المواطن المصري بداية من أزمة المرور والتكدس لدرجة أن المواطن وهو يسير فى شوارع القاهرة يشعر وكأنه داخل ''جراج كبير'' ، وصولا لأزمة الخبر التى يتساقط بسببها المصريون أمام المخابر غارقين فى دمائهم بسبب المشاجرات من أجل الحصول على رغيف خبر يطعم به أطفاله ، وسيدات تسقط مغشيا عليها أن مطعونه بسكين بسبب الشجار على أسبقية الحصول على الخبز ، وهى أزمة كبيرة خاصة أن مصر تستورد ما يقرب من 70% من احتياجاتها من القمح ، وتلك الأزمة تحتاج لمجهود كبير وقوانين قابلة للتنفيذ والصرامة فى تنفيذها على كل من يخالف تلك القوانين فى ظل قيام أصحاب مخابز بتهريب الدقيق وبيعه بالسوق السوداء على حساب المواطنين. ومن أزمة الخبز إلى أزمة الوقود التى أزدادت وظهرت جليا فى الفترة الأخيرة فى قله الكميات المطروحة من السولار والبنزين 80 ''الأرخص سعرا'' وأنابيب البوتاجاز والتى يعتمد عليها قطاع كبير من المصريين ، حتى أن أنبوبة البوتاجاز وصلت فى بعض الأحيان إلى 70 جنيها ، وهى أسعار ربما تكون فى متناول ميسورى الحال لكنها بالطبع لن تكون فى متناول من يعيشون تحت خط الفقر وتبلغ نسبتهم فى مصر 40%. والمحور الثالث ببرنامج الدكتور محمد مرسي هى الأمن وتوفيره لكل المصريين الذين اعتادوا سماع الأعيرة النارية حتى أصبحوا ينامون على نغماتها كل يوم ، ولكن الرئيس الجديد يواجه أزمة حقيقية فى ظل غياب رجال الداخلية نسبيا ، وانتشار ظاهرة البلطجة وباعة الأسلحة على الأرصفة ، وزيادة كميات الأسلحة وبينها أسلحة ثقيلة ومضادة للطيران والدبابات وعابرة المدن القادمة من ليبيا والسودان ، الأمر الذى يحتاج من الرئيس الحذر منه والتشدد فى تطبيق القانون على الجميع ومحاربة الرشوة داخل جهاز الأمن. ومنه للنظافة الذى يحتاج ميزانية كبيرة لتنظيف مصر فى ظل انتشار المناطق العشوائية بمعظم مناطق القاهرة الكبرى المعروفة بالكثافة السكانية العالية ، ومنظومة النظافة تحتاج لزيادة رواتب العاملين بهيئة النظافة والتجميل حتى يستطيع الرئيس إنجاز أعمال كبيرة. ''الصحة'' هذا القطاع يشمل داخله قطاعات أخرى كثيرة منها المستشفيات والانتاج الدوائي على سبيل المثال ومنها أيضا الأطباء ورواتبهم والصيادلة والعاملين بالقطاع الصحى ، وحتى يستطيع الدكتور مرسي تحقيق مستوى عال من الخدمات الصحية والعلاجية والدوائي للمواطن فعليه أن يحسن من الحالة الإجتماعية للأطباء والممرضين حتى بعمال النظافة بالمستشفيات. ونصل لآخر محاور برنامج مرسي وهو تحقيق العدالة اجتماعية ، وهذا الهدف كان أحد مطالب الثورة التى حملت شعر ''كرامة .. حرية .. عدالة اجتماعية''. فهل يحقق مرسي آمال المصريين الذين نال أصوات الأكثرية منهم ممن أدلوا بأصواتهم فى صناديق الاقتراع ؟ أم تظل وعود انتخابية فى مهب الريح تضع مصر على حافة الهاوية؟ هذا ما ستيجب عنه الأيام .