بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، المصادف ليوم 3 مايو ، استنكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" ما اسمته بتسارع وتيرة العنف الممارس ضد الصحفيين والعاملين في المجال الالكتروني، مشيرة الى انه منذ الأول من يناير الماضي، يلاقي عامل في المجال الإعلامي مصرعه كل خمسة أيام، فيما أكدت مقتل 19 صحفياً و6 مواطنين عاملين في الصحافة الالكترونية منذ مطلع العام الحالي، خصوصاً في مناطق النزاع مثل الصومال وسوريا. وأضاف بيان صادر عن المنطمة، اليوم الخميس، أن المنظمة قامت أيضاً بتحديث لائحة صيّادي حرية الإعلام التي يرتفع عدد المنتمين إليها هذا العام إلى 41 صياداً، مشيرا إلى أن "الفصل الأول من العام 2012 يوضح أن صيّادي حرية الصحافة، على رأسهم بشار الأسد والميليشيات الصومالية، قادرون على التصرّف كجزّارين فعليين". وتابع البيان ان هناك شعارات مثل "لا يجوز أن يكون من شهود على جرائمنا"، و"لا صوت آخر غير صوتنا" هي شعارات ترفعها الأنظمة الاستبدادية والجماعات المسلّحة المعادية لحرية الإعلام. فلا تتردد عن قمع الحركات الاحتجاجية الشعبية في بعض الدول العربية، أو عن خنق المعارضة السياسية، وأعمال التنديد، والانتقادات في أجزاء أخرى من العالم". فيما اوضح أن الأشهر الأربعة الأولى من العام 2012 كانت عنيفة على من يكرّسون حياتهم لواجب الإعلام". على حد تعبير المنظمة. واستدرك قائلا انه مع أن الثورات الشعبية التي اندلعت في العام 2011 قد أطاحت بعدد من الطغاة الذين كانت أسماؤهم ترد على هذه اللائحة مثل معمّر القذافي في ليبيا وعلي عبدالله صالح في اليمن، إلا أنها لم تنجح لسوء الحظ في تقليص العدد الإجمالي لأعداء الإعلام"، موضحا انه انضم ستة صيّادين جدد إلى هذا "النادي" القاتم في العام 2012. من بين هؤلاء، مجموعة بوكو حرام الإسلامية التي تعيث رعباً في نيجيريا؛ والمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر الذي يكمل مسيرة الدكتاتور المخلوع حسني مبارك على درب انتهاك حرية الإعلام؛ ووزير الإعلام والبريد والاتصالات في الحكومة الاتحادية الانتقالية في الصومال، المسؤول عن ممارسة الضغوط على الصحافة ومضايقتها؛ وواصف تاليبوف، زعيم منطقة ناخيتشيفان في أذربيجان الكلّي السلطة؛ وأجهزة الاستخبارات في باكستان؛ وأخيراً كيم جونغ أون الذي يديم سلالة صيادي حرية الصحافة في كوريا الشمالية، بعد وفاة والده الملك جونغ إيل. فيما أصبحت شخصيات أخرى، مثل رئيس جمهورية جيبوتي اسماعيل عمر جيله، تماماً كما الرئيس السوداني عمر البشير والأوغندي يوري موسيفيني، على مشارف لائحة صيّادي حرية الصحافة، فيما تبقى اليمن التي كانت سنة 2011 صعبة عليها تحت مجهر المراقبة منذ رحيل الرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة. وعلى العكس، يمكن اعتبار الرئيس البورمي ثين سين في العام 2012 رئيس الانفتاح والديمقراطية في بورما وبالتالي سحب اسمه من لائحة صيّادي حرية الصحافة. بحسب بيان المنظمة. بينما ظهرت القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) على لائحة صيّادي حرية الصحافة، إلى جانب الجماعات شبه العسكرية التي أبقيت في اللائحة التي تسببت باختفاء الصحافي الفرنسي المستقل روميو لانغلوا مؤخراً في 28 أبريل 2012، بعد هجوم للمتمردين ضد موكب عسكري وهو كان يغطي عملية مكافحة المخدرات التي يخوضها. ودعت المنظمة في بيانها إلى بدء التفكير في حماية الصحافيين العاملين بالقطعة والمرافقين والمراسلين المحليين الذين تلجأ إلى خدماتهم، فضلاً عن مصادر المعلومات والأفراد الذين تجرى مقابلات معهم. فيما تدعو الدول إلى أن تترجم عملياً على نحو فعال الأحكام الدولية التي تعنى بحماية الصحافيين. فلا بدّ من إجراء مسح خاص على الفور بشأن تطبيق القرار 1738 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد مرور أكثر من خمس سنوات على تبنّيه. يُفرَض على الدول أن تتحمّل مسؤولياتها وتنفّذ الموجبات الملحوظة في الفقرتين 6 و7 (الصلات) من القرار. وتنص هذه الأحكام على التزامات بالوقاية والقمع لوضع حد للإفلات من العقاب الذي يستفيد منه مرتكبو انتهاكات القانون الإنساني ضد الصحافيين. وطالبت مراسلون بلا حدود إعادة النظر في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بغية السماح باستهداف هذه الفئة المعينة من المدنيين التي يشكلها الصحفيون، كما هي حال العاملين في المجال الإنساني. وناشدت الدول أن تتبنى بصورة عاجلة خطة العمل ومشروع القرار بشأن سلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب اللذين وضعتهما منظمة اليونسكو في مارس 2012. اقرأ ايضا : محمد رأفت.. مراسل مصراوي الذي كاد يفقد حياته ''فداء قطة العباسية''