ذكرت صحيفة ''واشنطن بوست'' الامريكية، في عددها الصادر الأربعاء، إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بدأوا الثلاثاء زيارة تستغرق أسبوعا لواشنطن، يجتمعون خلالها مع مسئولين في البيت الابيض وخبراء في العمل السياسي وأخرين، من أجل تهدئة المخاوف المترسخة في الصدور هناك حيال الجماعة التي تحولت إلى القوة السياسية المهيمنة بعد ثورة 25 يناير. وقالت الصحيفة في تعليق بثته على نسختها الإلكترونية الأربعاء إن الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك حولت بسرعة جماعة الإخوان المسلمين من جماعة معارضة ظلت محظورة رسميا، إلى قوة سياسية ''ماحقة'' تسيطر على نصف مقاعد البرلمان المنتخب الجديد بغرفتيه تقريبا. واردفت الصحيفة تقول انه بصعود هذه الجماعة ثارت مخاوف لدى العلمانيين المصريين إلى جانب المسؤولين الامريكيين من ان الجماعة الاسلامية قد تعيد تشكيل الحياة في مصر وتهدد حرية المرأة والاقليات الدينية مشيرة إلى ان هذه المخاوف تعززت بقرار الجماعة الاخير بالدفع بالقيادي البارز المهندس خيرت الشاطر لخوض سباق الانتخابات الرئاسية على الرغم من الوعود السابقة من قبل الجماعة بعدم فعل ذلك. وتوقعت الصحيفة ان يصور ممثلو الجماعة لدى اجتماعهم مع مسؤولي الادارة الامريكية الجماعة كحركة معتدلة ذات وعي اجتماعي تخوض العملية السياسية فقط من اجل صالح المصريين في عمومهم. ونقلت الصحيفة عن سندس عاصم العضو في الوفد في مقابلة خاصة مع محرري ومراسلي صحيفة واشنطن بوست '' نحن نقدم وجهة نظر معتدلة ووسطية ..اولوياتنا اقتصادية بالاساس وسياسية تحافظ على قيم الثورة كالعدل الاجتماعي والتعليم والامن ''. وفي المقابلة دافع اعضاء الوفد عن قرار الذراع السياسي للجماعة ، حزب الحرية والعدالة ، بالدفع بالشاطر في انتخابات الرئاسة ونقلت الصحيفة عن خالد القزاز منسق العلاقات الخارجية في الحزب قوله '' لقد تحدثنا إلى اناس نحترمهم خارج الجماعة ، من ضمنهم اشخاص في القضاء ، لكن ايا منهم لم يوافق على الترشح '' مشيرا إلى ان ذلك على الرغم من ان ترشيح شخص من خارج الجماعة قد يحدث تغييرات جذرية ويحل البرلمان. وقالت صحيفة ''واشنطن بوست''ان صعود ''الاخوان المسلمين ''فى مصر قد سبب لهم مناوشات مع الاحزاب والجماعات الليبرالية والعلمانية مشيرة إلى ان الليبراليين والمسيحيين الذين تم اختيارهم ليكونوا جزءا من الجهود الرامية إلى صياغة الدستور الجديد انسحبوا من تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور احتجاجا على ما وصفوه بعدم التوازن في تركيبته ووجود عدد كبيير جدا من الممثلين للجماعات الاسلامية مثل جماعة الاخوان المسلمين. وعادت عضو الوفد سندس عاصم تقول '' نرى ان هناك محاولة خبيثة لعرقلة جهود اللجنة التأسيسية حيث ان نجاحها سيعني اننا على المسار الصحيح وان الديمقراطية تعمل والحكومة تتغيير''. واردفت الصحيفة تقول انه إلى جانب تهدئة مخاوف الامريكيين حيال طموحهم السياسي يحدو جماعة الاخوان المسلمين الامل في اصلاح العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر في اعقاب قضية المنظمات الاهلية التي اثارت التوتر بين القاهرةوواشنطن ودفعت اعضاء الكونجرس إلى مطالبة اوباما بوقف المساعدات العسكرية الامريكية لمصر البالغة قيمتها 3ر1 مليار دولار امريكي. ونقلت الصحيفة عن عبد الموجود درديري النائب في البرلمان عن جماعة الاخوان قوله '' ان انعدام الثقة تمثل جدارا ينبغي ان يسقط لكن لا ينبغي على طرف واحد فقط ان يسعى لاسقاط هذا الجدار .. ينبغي ان يقوم بذلك الطرفان معا ''. وقالت الصحيفة انه من غير الواضح درجة تقارب قيم وصفات اعضاء وفد الاخوان المسلمين وهل تعكس صفات القياديين البارزين في الجماعة موضحة ان هؤلاء الذين سافروا في هذه الزيارة تم اختيارهم لاجادتهم للغة الانجليزية بطلاقة ولاطلاعهم على الثقافة الامريكية غير انها قالت انه في النهاية لم يتضمن الوفد رموزا بارزة في الجماعة. واردفت الصحيفة تقول ان الوفد لم يجاوب على سؤال هو أحد سؤالين رئيسيين لدى المراقبين الامريكيين يتعلق بعلاقة جماعة الاخوان المسلمين مع الجيش المصري و موقفها من المساعدات الامريكية للجيش .. فوفد الجماعة لم يقدم سوى اجابات غامضة وفضفاضة . ومضت الصحيفة تقول انه لشهور ظلت شائعات تحيط بمحادثات سرية جرت بين الجماعة والجيش بشان تقاسم السلطة في الحكومة الجديدة لكن وبعد فترة من هذه الشائعات بدت عداوة متزايدة بين الجانبين مع اصرار الاخوان على مطالبة قادة الجيش بحل الحكومة المؤقتة التي قاموا بتعيينها. اقرأ ايضا: تحليل نفسي لخيرت الشاطر.. فى محاولة لفهم مرشح الإخوان للرئاسة