لايزال المستوطنون اليهود يصرون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وسط تزايد الدعوات الداعية لذلك من أجل فرض السيطرة اليهودية على المسجد المبارك وأداء الطقوس الدينية. وآخر هذه المحاولات كان اليوم الأربعاء حين احتمى 11 مستوطنا يهوديا بجنود من الجيش الإسرائيلي وعناصر من القوات الخاصة قدر عددهم ب 12 جنديا، واقتحموا باحة الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، مواصلين تدنيسهم للمسجد. وقال ماهر قيسي، رئيس حرس المسجد الأقصى، اليوم إن ''المستوطنين قاموا بجولة بالقرب من المصلى القبلي المواجه لباب المغاربة ومنطقة الكأس وعادوا أدراجهم، في حين واصل جنود الاحتلال جولتهم في باحات وأروقة المسجد الأقصى''. وتزايدت مؤخرا دعوات مجموعات استيطانية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، من أجل فرض السيطرة اليهودية عليه وأداء طقوس دينية، وتزعم هذه الدعوات أعضاء بحزب الليكود الحاكم بإسرائيل، ومجموعات عنصرية نسائية. ووقعت خلال أمس الثلاثاء عدة مواجهات بين نساء المستوطنين الذين حاولوا اقتحام المسجد الأقصى من جهة بابي المغاربة والسلسلة، إلا أن نحو 100 سيدة فلسطينية تصدين لهن ووقعت عدة اشتباكات بالأيدي بين الجانبين. وسمحت قوات الاحتلال الإسرائيلي لنحو 5 آلاف سائح بالدخول إلى باحات الأقصى، في حراسة قوات من الشرطة وقوات حرس الحدود، فيما تجمعت السيدات الفلسطينيات أمام بوابتي المغاربة والسلسلة للتكبير وترديد الأغاني الدينية في مواجهة السياح الذين يدخلون المسجد الأقصى. وكان أعضاء ومناصرون لحزب الليكود –أكبر حزب يميني- قد حاولوا فيوم 12 فبراير الجاري اقتحام المسجد الأقصى، وذلك إثر دعوة أطلقها الحزب قبل يومين تهدف إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد، إلا أن القوات الإسرائيلية منعتهم. وقالت قناة ''الجزيرة'' وقتها إن موشيه فيجيلين –الذي نافس نتنياهو على رئاسة الليكود وحصل على 25% من أصوات أعضاء الحزب- ومعه بضعة أفراد حضروا إلى محيط المسجد ومكثوا ساعة ونصف الساعة بعد أن وصلوا إلى ساحة البراق، لكن الشرطة منعتهم من الاستمرار. إلا أن فيجيلين تبرأ من البيان الذي دعا لاقتحام الأقصى، وقال إنه زج باسمه على بيان لا يمت له بأي صله. وإثر ذلك ناشدت مؤسسة الأقصى الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى الأقصى للمرابطة فيه وبادرت لمواجهة الدعوات التي نشرتها المواقع الإسرائيلية التابعة لليمين ودعت فيها آلافاً من أعضاء الليكود إلى اقتحام المسجد الأقصى. وأكدت أن هذه الدعوات الإسرائيلية المحمومة للاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى ''تنم عن نية مبيته لدى الاحتلال تجاه المسجد الأقصى''، ودعت الأمة الإسلامية والعربية للوقوف عند مسؤولياتهم في وجه ''الغطرسة الإسرائيلية''.