صنعاء (رويترز) - التقى عبد اللطيف الزياني امين عام مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء يوم الخميس لطرح وجهة نظر المجلس بشأن انهاء الازمة السياسية التي تهدد بانزلاق البلاد الى مزيد من أعمال العنف. وتسعى دول خليجية وغربية الى التفاوض على انتقال منظم للسلطة لانهاء الاضطرابات المستمرة منذ اكثر من ثلاثة اشهر. ويصر المحتجون الذين يطالبون باصلاحات ديمقراطية على أن يتنحى الرئيس اليمني. وقال مسؤول يمني لرويترز ان أمين عام مجلس التعاون الخليجي التقى مع صالح وقدم له وثيقة مكتوبة عن رؤية المجلس لانتقال السلطة. ولم يكشف عن تفاصيل. وأضاف "التقى بالرئيس بالفعل ونتوقع أن يلتقي بالمعارضة." وكان صالح الذي بعث باشارات متضاربة عن استعداده للتنحي قد عبر عن تحديه يوم الاربعاء وقال لحشود من مؤيديه انه سيظل صامدا ولن يقبل "مؤامرات أو انقلابات" يدبرها خصومه. وأضاف "الذي يريد السلطة أو الوصول الى كرسي السلطة عليه أن يتجه الى صناديق الاقتراع فالتغيير والرحيل يكون من خلال صناديق الاقتراع وفي اطار الشرعية الدستورية." وكان صالح قد ذكر أنه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية حين تنتهي ولايته عام 2013 ثم أعلن أنه سيتنحى بعد تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة هذا العام. لكن المعارضة والمحتجين لا يثقون في وعوده ويريدونه أن يتنحى اولا. وقال سلطان العطواني زعيم الحزب الناصري اليمني الذي هو جزء من ائتلاف للمعارضة ان الهدف من خطاب صالح كان رفع المعنويات لكن هذا لم يعد منطقيا لان الشعب قال ما عنده فهو يقول ان الرحيل الفوري ضروري. وأضاف أن على الحكومة أن تستعد للرحيل اما طوعا او بالقوة. ويتوقع المسؤولون اليمنيون ايضا أن يقوم وزير خارجية الامارات بزيارة اليمن يوم السبت. وقال زعماء للمعارضة انه لم يتضح بعد ما اذا كان الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان سيلتقي بهم. وفي وقت سابق هذا الاسبوع اجتمع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع ممثلين من الحكومة اليمنية في ابو ظبي ووفد للمعارضة في الرياض. ومع استغراق جولات المفاوضات وقتا طويلا تصاعد العنف. واختبر المحتجون صبر قوات الامن حين خرجوا في مسيرة مرت من امام وزارة الدفاع ووزارات أخرى في صنعاء امس الاربعاء وأشعلوا النيران في اطارات سيارات بشوارع تعز جنوبي العاصمة. ويتصاعد عدد القتلى. وتوفي ستة متأثرين بجراحهم حين فتحت الشرطة النار على المحتجين في صنعاء وتعز يوم الثلاثاء ليصل عدد المتظاهرين الذين قتلوا الى 123 . وتخشى دول الخليج من أن تؤدي المواجهة الى اندلاع اشتباكات بين وحدات عسكرية متناحرة بعد أن انقلب اللواء علي محسن القائد الكبير بالجيش على صالح الشهر الماضي. وحذر صالح من الفوضى اذا أجبر على التنحي مشيرا الى أن حربا أهلية ستنشب وسيستفيد منها المتشددون. لكن المعارضة التي تضم حزب الاصلاح الاسلامي قالت انها ستحافظ على النظام اكثر من صالح الذي اتهمته بعقد صفقات مع جماعات متشددة في الماضي.