وقع وزير الصناعة والتجارة الخارجية الدكتور محمود عيسى ونائب المستشارة الألمانية وزير الاقتصاد والتكنولوجيا فيليب روزلر مساء اليوم الخميس مذكرة تفاهم لتقديم تدريب متقدم لشباب الصناع المصريين بألمانيا في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة. يأتي هذا التدريب في إطار مبادرة ألمانية لتقديم الدعم لمصر عقب ثورة 25 يناير حيث ستقوم ألمانيا بتمويل تدريب أكثر من 5 آلاف متدرب ممن يجيدون اللغات الأجنبية ويتمتعون بالخبرات الفنية اللازمة للمشاركة في البرنامج من مختلف المحافظات المصرية تحت إشراف الوكالة الألمانية للتعاون الدولي ومجلس التدريب الصناعي في مصر، وذلك خلال الفترة من عام 2012 وحتى 2014. كما نصت المذكرة على وضع نظام لمنح الشهادات للمتدربين والمديرين، بالإضافة إلى بحث قيام الوزارة الألمانية بنقل خبراتها التكنولوجية إلى صناعات مصرية محددة يتم تحديدها لاحقا. وقال عيسى إن ألمانيا تعد أحد الشركاء الأساسيين لمصر في إحداث التنمية المستدامة من خلال مشروعات واستثمارات كبيرة للعديد من الشركات الألمانية العاملة في مصر، كما أن مصر تعتبر من أهم الشركاء التجاريين لألمانيا في المنطقة العربية ومن ثم فإن هناك رغبة أكيدة لدى البلدين في فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في كافة المجالات. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا كبيرا في الكثير من المجالات، ومنها الطاقة الجديدة والمتجددة والتدريب والصناعات الصغيرة والمتوسطة والبنية التحتية. جاء ذلك خلال المباحثات الموسعة التي أجراها عيسى مع المسؤول الألماني في حضور سفير ألمانيابالقاهرة ميخائيل بوك ورئيس اتحاد الغرف الصناعية والتجارية الألمانية هانز هيزك والوفد المرافق. من جانبه، قال وزير الاقتصاد والتكنولوجيا الألماني فيليب روزلر ''أتينا إليكم بوفد كبير لا يشمل كل قطاعات الاقتصاد فقط ولكن مع ممثلين للسياسة وأعضاء بمجلس النواب الألماني للتأكيد على أهمية الزيارة والتعاون مع مصر''، مشيرا إلى أن الوفد يضم أيضا شركات كبيرة وصغيرة ومتوسطة متخصصة في صناعة الماكينات وزيادة فعالية استخدام الطاقة بهدف نقل خبراتها إلى مصر. وأكد ''لا نريد من التبادل التجاري بين مصر وألمانيا أن يكون قاصرا على البيع والشراء ولكن أن يكون قائما على شراكة حقيقية وتبادلا للخبرات تؤدي إلى تحقيق نمو اقتصادي رغبة من ألمانيا في نجاح الثورة المصرية عن طريق مساعدة الشباب الذين قاموا بهذه الثورة والنهوض بهم اقتصاديا واجتماعيا''. وأضاف أنه بجانب التبادل التجاري اتفقنا على مشروع لتأهيل وإعداد أكثر من ألفين شاب مهنيا بالشركات الملحقة بغرفة الصناعة والتجارة الألمانية. وأوضح الوزير الألماني ''اخترنا دعم مصر عن طريق التدريب لأن له أهمية حاسمة لأن أي ثورة اجتماعية لا تنجح إلا عن طريق تحقيق الآمال بشكل ديمقراطي وإعطاء الحقوق للأفراد، ونحن نرى الطبقة الوسطى هي العمود الفقري في الاقتصاد الألماني ونحن نريد أن يقوم الاقتصاد المصري على الطبقة المتوسطة أيضا''. وفي رده على سؤال حول المساعدات التي تقدمها ألمانيا لتركيا في المجال الصناعي وهل سيكون الدعم المقدم لمصر على نفس المستوى، قال روزلر إن ألمانيا والاتحاد الأوروبي لديهم رغبة حقيقية لمساعدة مصر وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله في الخطبة التي ألقاها بهذا الشأن وهذا سبب زيارتنا لمصر. وأوضح أنه فيما يتعلق بتمويل تلك الخطة تجري حاليا محادثات مع البنك المركزي المصري وبعض الوزارات المصرية للاتفاق. وعلق وزير الاقتصاد والتكنولوجيا الألماني فيليب روزلر على إمكانية تعامل ألمانيا مع الإسلاميين في حال وصولهم إلى الحكم في مصر قائلا ''يمكن أن يفخر المصريون على ما أمكنهم تحقيقه في هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها''. وأضاف ''أن الديمقراطية تعني أن الشعب هو صاحب السيادة.. والقرار الذي يتخذه الشعب يجب قبوله لأن رفضه يعتبر رفض للديمقراطية وابتعاد عنها، ونحن متأكدون أن المصريين يعرفون ما يريدون وهم الذين سيقررون طريقهم''. وقال ''نقف باحترام أمام ما حققه المصريون من انجازات وتسعدنا عملية نشر الديمقراطية في مصر ونريد المساعدة من أجل تعزيز ذلك التحول إلى الديمقراطية''. وبالنسبة للمساعدات التي أعلن الاتحاد الأوروبي وألمانيا عزمهم منحها لدول الربيع العربي ومن بينها مصر، قال روزلر ''نريد أن تصل المساعدات إلى مصر''، مشيرا إلى أنه في الأسبوع المقبل سيصل وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني إلى مصر سعيا لتفعيل تلك المساعدات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي وألمانيا وصندوق النقد الدولي أيضا. وفي رده على سؤال بخصوص علاقة ألمانيا بدول الاتحاد الأوروبي المتعثرة ومنها اليونان وتأثير الأزمة الأوروبية على المساعدات الألمانية لدول الربيع العربي، أكد الوزير الألماني أن بلاده لم ترفض تقديم المساعدات وبل قدمت مساعدات مباشرة لليونان تبلغ أكثر من 20 مليار يورو رغبة منها في مساعدة الاقتصاد اليوناني على النهوض مجددا. وأضاف أن كل الإجراءات والتدابير التي تقوم بها ألمانيا وفرنسا تهدف إلى استقرار العملة الأوروبية الموحدة (يورو)، ولكن ذلك لا يعني أن نكف عن تقديم المساعدة للآخرين. وأعرب عن ثقته في أن الإجراءات التي سيتم الاتفاق عليها خلال قمة منطقة اليورو المزمع عقدها في باريس الأسبوع المقبل ستحقق الاستقرار لليورو لأننا نعرف أهمية المسئولية الملقاة علينا للحفاظ على استقرار هذه العملة المنتشرة، لأن هلاكها سيكون له اثر سلبي كبير ليس على أوروبا فقط ولكن على العالم أجمع. وأضاف أنه على الرغم من مرور مصر بسلام من الأزمة العالمية عامي 2008 و2009، إلا أن الحال لن يكون كذلك إذا ما انهار اليورو لأن هلاكه سيكون بمثابة عاصفة تصيب كافة دول العالم. اقرأ ايضا: فكرى يؤكد أهمية حل المشاكل العمالية قبل تفاقمها