شهدت المستشفيات والعيادات الميدانية بميدان التحرير منذ عصر السبت 19 نوفمبر وحتى صباح اليوم الأثنين استقبال أكثر من 1500 مصابا، تلقوا العلاج، وعدداً من الشهداء وصل إلى 20 شهيداً. وشملت الإصابات حالات خطيرة منها إصابة بطلقة في الجمجمة اخترقتها من الأمام وخرجت من الخلف، وطلقات من الرصاص الحي القاتل والرصاص المطاطي وبنادق خرطوش، أحدثت انفجارات في العين. وقال أطباء المستشفي الميداني في التحرير في بيان لهم أن غالبية الجرحى أصيبوا بطلقات مطاطية أو خرطوش، وإصابات في العين، ورصاص تم استخراجه أو فشلوا في استخراجه، وحالات نزيف داخلي، وكسور في العظام والضلوع، فضلاً عن حالات الاختناق بقنابل الغاز الفاسد المنتهي الصلاحية بكميات رهيبة لم تحدث من قبل، وحالات تشنج وكدمات وشظايا في أنحاء مختلفة من الجسم. وأكد الأطباء في ميدان التحرير أنه تم ضرب حرم المستشفى لميداني عدة مرات من قبل رجال الأمن، وقالوا: "اضطررنا للهرولة ونقل جميع المعدات الإغاثية، ونحن نختنق من الغاز من مكان إلى أخر. وناشدوا جميع الأطباء في مصر من جميع التخصصات النزول فوراً إلى الميادين لإنقاذ الحالات التي تسقط كل دقيقة. كما ناشدوا الشعب المصري للتضامن بكل الطرق والوسائل داخل وخارج الميدان، مع إخوانهم من أبناء مصر الذين اختاروا طريق التعبير السلمي عن رأيهم بالتظاهر الأعزل، بعد شهور طويلة لمطلبها البسيطة والمشروعة. وتوجه أطباء الميدان للمجلس العسكري بأن يوقف العنف الذي يقع على أرض مصر بقرار فوري وحاسم يمنع ضرب المدنيين العزل مهما كانت آراؤهم وفوراً، مطالبين كل من لديه ضمير من أبناء الجيش والشرطة ألا يطلقوا النار إلا على أعداء الوطن فقط، وأن يلتزموا بميثاق شرف مهنتهم مهما صدرت إليهم أوامر بإطلاق النار أو الغاز على المتظاهرين، وأن يراعوا حرمة المستشفيات الميدانية التي يرقد بها المصابون ويتطوع بها إخوانهم من أطباء مصر.