اعتقلت السلطات العديد من الاشخاص الثلاثاء غداة تفجير استهدف مترو مينسك بوسط العاصمة البيلاروسية، ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه بعد. وادى التفجير الناجم عن انفجار عبوة تزن 5 الى 7 كلغ من مادة "تي ان تي" وضعت على رصيف محطة اوكتيابرسكايا على بعد مئة متر من الرئاسة البيلاروسية، الى مقتل 12 شخصا واصابة 149 بجروح، لا يزال 22 منهم في حالة خطرة. واعلن الاربعاء يوم حداد وطني في مينسك ترحما على الضحايا، كما اعلنت بلدية العاصمة. وقال مساعد النائب العام اندري شفيد "اعتقل العديد من الاشخاص في اطار تفجير مينسك"، من دون ان يعطي ارقاما. واضاف انه سيتم نشر رسوم تقريبية لتسهيل العثور على منفذي الهجوم. وقال وزير الداخلية اناتولي كوليشوف ان العبوة كانت تحتوي على كريات معدنية قطرها سنتمتر واحد، وتم تفجيرها على الارجح عن بعد. ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن خبير في مكافحة الارهاب لم تسمه ان العبوة على الارجح يدوية الصنع صممها اشخاص غير محترفين. ولم يستبعد الرئيس الكسندر لوكاشنكو ان يكون هذا الانفجار دبر من "الخارج"، وكلف السلطات بذل كل مسعى لكشف ملابسات هذا الهجوم "انا لا استبعد ان تكون هذه +الهدية+ آتية من الخارج، ولكن علينا ان نبحث ايضا هنا". وقال متوجها الى رئيس الاستخبارات "رئيس الكي جي بي، انت مسؤول شخصيا عن التحقيق. ينبغي العثور على المذنبين في اقرب وقت. اقلبوا البلد كله" كما نقلت عنه وكالة انباء ريا نوفوستي. واعتبرت الحكومة في 5 نيسان/ابريل ان البلد تعرض لمحاولة انقلابية "دبرت بمساعدة اطراف خارجية". ورجح الخبير الكسندر فاديف ان يكون مرتكبو تفجير مترو مينسك "مجموعة غير مسيسة، ربما مجموعة اجرامية، بعد الكشف اخيرا عن عصابة من هذا النوع". واضاف لفرانس برس "توجد في بيلاروسيا مجموعات فوضوية ولديها معتقدات غريبة ترتكب اعمال تخريب"، مشيرا الى انها قد تكون ارتكبت هذا العمل بهدف لفت الانظار اليها. ونفى الكسندر ميلينكيفيتش زعيم حركة المعارضة الرئيسية في بيلاروسيا اي تورط للمعارضة في التفجير، معربا عن خشيته من ان يستغل نظام لوكاشنكو الوضع لممارسة مزيد من الاضطهاد ازاء معارضيه. وقال ميلينكيفيتش "ليست لنا علاقة بالارهاب، وهو ليس من تقاليدنا"، معربا عن خشيته من ان يؤدي التفجير الى "تصعيد القمع السياسي". ويأتي الانفجار على خلفية توتر سياسي في بيلاروسيا حيث اعتقل عدد من المعارضين في نهاية كانون الاول/ديسمبر بعد اعادة انتخاب لوكاشنكو في 19 كانون الاول/ديسمبر باكثر من 80% من الاصوات. وشككت المعارضة في النتائج ونظمت تظاهرة كبيرة في مينسك احتجاجا. وقامت الشرطة انذاك بتفريق التظاهرة واوقفت اكثر من 600 شخص. ولا يزال 22 معارضا قيد الحجز الموقت فيما فر خمسة الى الخارج لا سيما احد المرشحين السابقين للانتخابات الرئاسية اليس ميكاليفيتش الذي حصل على اللجوء السياسي في الجمهورية التشيكية. ووجهت الى عشرات المعارضين وبينهم عدة مرشحين للانتخابات الرئاسية، تهمة "تنظيم اضطرابات كبرى" اثر هذه الاحداث ويواجهون عقوبة سجن تصل الى 15 عاما. ولم تشهد بيلاروسيا التي يحكمها لوكاشنكو بيد من حديد منذ 16 عاما هجمات كبيرة خلال السنوات الاخيرة. وفي تموز/يوليو 2008 انفجرت عبوة يدوية الصنع في وسط العاصمة خلال عيد استقلال الجمهورية السوفياتية السابقة فاوقعت نحو خمسين جريحا.