طرابلس (رويترز) - سعت ليبيا الى اظهار وجه اصلاحي يوم الاحد قائلة انها تعد دستورا جديدا لدعم " النسخة الليبية" من الديمقراطية. ولم يتمكن المسؤولون من توضيح ما هو الدور الذي قد يضطلع به الزعيم الليبي معمر القذافي في النظام الجديد وما هو الموعد المحتمل لتطبيقه. وتقول المعارضة التي تقاتل القذافي منذ أكثر من شهرين ان انتفاضتها يحركها توق شعبي للتغيير الديمقراطي والانتخابات الحرة في الدولة المصدرة للنفط كما تتهم المعارضة القوات الحكومية بقتل المدنيين. وليبيا ليس لديها دستور وتحكم بموجب مجموعة من افكار القذافي الواردة في الكتاب الاخضر الذي ألفه في السبعينات وهو نظام سياسي غامض يندد به المعارضون المصممون على الاطاحة بالقذافي بعد 41 عاما من الحكم. وانتهز المسؤولون فرصة تجمع صحفيين اجانب بعد منتصف الليل ليعلنوا التزامهم بدستور جديد واصلاحات سياسية اوسع. وقال خالد الكعيم نائب وزير الخارجية انه يتمنى اقرار القانون في القريب العاجل. واضاف ان هناك اشخاصا ليسوا معنيين بالاصلاح السياسي بل يريدون السلطة والثروة وليس الدستور. وقال محمد الزوي امين مؤتمر الشعب العام (البرلمان) ان مسودة الدستور جاهزة وستدرس قريبا. ولم يوضح المسؤولان اي انواع النظم السياسية سيتبناها الدستور وما اذا كان القذافي سيشارك فيه ام لا. ولم يتضح على اي نحو سيكون النظام الجديد المقترح مختلفا عن النظام الذي تتبعه ليبيا حاليا وهو خليط من القواعد الاسلامية والقبلية والاشتراكية. وطلب منه ان يوضح ما اذا كانت ليبيا ستكون جمهورية رئاسية او نوعا اخر من انظمة الحكم قال ابراهيم مخزم عضو لجنة صياغة الدستور انها ستكون "نسخة ليبية". وقال ان الدساتير ليست مصممة لتتلاءم مع رغبات الافراد بل لخدمة البلاد واي مواطن يستطيع ان يجد مكانا له في هذا الدستور. واضاف ان معمر القذافي بوصفه مواطنا ليبيا يستطيع ان يجد مكانه في الدستور مضيفا ان الاغلبية العظمى من الشعب تريد بقاءه لانه رمز ولديه كثير من الوظائف والمهام. وقدم القذافي ليبيا بوصفها ضحية للعدوان العسكري الغربي قائلا ان حكومته تعمل منذ سنوات لاحداث تغيير سياسي. ولا يرى المعارضون اي امكانية لاصلاح حقيقي في ظل حكم القذافي ويطالبونه بالتنحى. وتقول الحكومة الليبية انها تتعرض لعقاب ظالم من القوى الغربية التي ارسلت طائرات حربية لتطبيق منطقة حظر جوي صرحت بها الاممالمتحدة. وتنفي ليبيا قيام جيشها بقتل المدنيين او مهاجمة قوات المعارضة قائلة ان جنودها انما يستخدمون القوة العسكرية للدفاع عن النفس. لكن على الارض تواصل القوات الليبية القتال من اجل السيطرة على المدن التي استولت عليها المعارضة مثل مصراتة واجدابيا حيث يقول السكان ان كثيرا من المدنيين قتلوا او حوصروا في مناطق القتال. ويقود سيف الاسلام نجل القذافي جهودا للترويج للدستور الجديد واصلاحات اخرى خلال السنوات السابقة في اطار مسعاه لانهاء عزلة ليبيا عن الغرب. ويشكك منتقدون في التزام ليبيا بالانفتاح قائلين ان اقوالها المؤيدة للاصلاح لا تدعمها أفعال في بلد لا تسمح فيه الدولة بأي شكل من اشكال المعارضة.