اهتمت جريدة ''وول ستريت جورنال'' الأمريكية بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للقاهرة، حيث قال تقرير نشرته الجريدة يوم الثلاثاء إن ''أردوغان وصل إلى القاهرة مساء الاثنين وكان في استقباله آلاف المصريين الذين رددوا هتافات ''الله أكبر''. وبدأ أردوغان مساء الاثنين جولة خارجية تشمل ثلاثة دول من التي اجتاحها ''الربيع العربي'' تشمل مصر وليبيا وتونس، والتي أطاحت شعوبها بحكامها. وينظر الكثير من العرب لرئيس الوزراء التركي على أنه القدوة التي يجب ان يحتذي بها كل البلدان العربية خصوصا بعد موقفه الصريح تجاه اسرائيل. كما ألقى أردوغان كلمة بالجامعة العربية بالقاهرة خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب، قال فيها ''إن المنطقة العربية تمر بمرحلة تاريخية، وأن ما قام به التونسي محمد البوعزيزي لكسب لقمة عيشه أصبح قيمة ورمزاً للكرامة الإنسانية، موضحا أنه من الاهمية بمكان ان يمضي الفلسطينيون قدما في إعلان دولتهم متابعا: ''لقد آن الأوان كي يرفرف العلم الفلسطيني بالأمم المتحدة''. واشارت الجريدة الأمريكية إلى أن الآلاف كانوا في استقبال اردوغان بمطار القاهرة وهتفوا له فور وصوله ''اردوغان.. اردوغان مسلم بجد مش جبان'' و''مصر وتركيا ايد واحدة'' و''الحصار على غزة سينتهي''، كما احتشد مئات المواطنين المصريين بالإسكندرية أمام القنصلية التركية للتعبير عن ترحيبهم برئيس الوزراء التركي. وأوضحت ''وول ستريت جورنال'' أن أحد المواطنين الأتراك بالقاهرة يدعى محمد فرهارد، رفع لافتة عليها صورة اردوغان وهو يضع يده على صدره؛ تلك الصورة التي اشتهر بها رئيس الوزراء التركي أثناء الانتخابات الأخير، وهتف الشاب قائلا ''ايدينا في ايد بعض للمستقبل'' ووصف اردوغان بأنه '' قائد إسلامي عظيم''. ونقلت الجريدة عن بعض الجماهير المحتشدة بمطار القاهرة قولهم إن جماعة الإخوان المسلمين هي من قامت بتنظيم هذا الاستقبال الحافل، وأن أردوغان قام بتحية الحشود قائلا ''تحية للشباب المصري''. واصطحب الزعيم التركي في زيارته للقاهرة وفدا كبيرا من الوزراء ورجال الأعمال والإعلام، وقال أردوغان في تصريحات قبيل مغادرته مساء الاثنين مطار اسطنبول الدولي متوجها إلى القاهرة ''إن الهدف من الزيارة أيضا هو أن نكون مع الشعب المصري في ''الأوقات الصعبة''، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين''. ولفت ''وول ستريت جورنال'' إلى أن زيارة أردوغان للدول الثلاث في ظل أزمة سياسية حادة بين تركيا وإسرائيل على خلفية تقرير ''بالمر'' حول هجوم إسرائيل على أسطول الحرية ومقتل ثمانية أتراك وآخر أمريكي من أصول تركية ورفض الدولة العبرية الاعتذار لتركيا ودفع تعويضات لعائلات الضحايا. وأشارت الجريدة إلى أن أردوغان أكد في مقابلة مع تلفزيون ''الجزيرة'' أن حملته ضد إسرائيل تأتي لرفضها الاعتذار عن مقتل ثمانية أتراك وأمريكي من أصول تركية كانوا على متن سفينة مساعدات متجهة إلى قطاع غزة العام الماضي، مشيرا إلى أن الحادث ''سبب لإشعال حرب'' بين الجانبين. وأوضح أن حقيقة عدم اتخاذ تركيا موقفا وقتها حيال الحادث كان دليلا على ''عظمتها''. ونوهت الجريدة إلى أن أردوغان يحظى بشعبية عريضة بين المصريين، وتأتي زيارته لمصر في وقت عصيب؛ حيث أن الحكومة مازالت تعاني من أعمال الشغب التي جرت أمام السفارة الإسرائيلية، وأوقعت ثلاثة قتلى وأكثر من ألف جريح. وصرح أردوغان قبيل مغادرة تركيا بأنه لن يزور غزة، لكنه ''يتوق لزيارتها في أقرب وقت''، وذلك وفقا لما نقلته وكالة أنباء ''الأناضول''. مضيفا أنه كان من المقرر أن ''يلقي خطابا بالقاهرة إلا انه ألغي لدواع أمنية''.