من المتوقع ان يتوجه رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني الاربعاء الى لامبيدوزا حيث سيتم اجلاء نحو ستة الاف مهاجر غالبيتهم من التونسيين يقيمون في ظروف غير صحية في هذه الجزيرة الصغيرة. ومن المفترض ان تصل خمس سفن تتسع لالاف الركاب الى الجزيرة التي لا تتعدى مساحتها 20 كلم مربعا والتي تقع بين تونس وصقلية، ليتم نقل هؤلاء اللاجئين الى مراكز استقبال في جنوب البلاد. وكانت سفينة سان ماركو العسكرية راسية في المرفا في وقت مبكر الاربعاء. واعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في ايطاليا لاورا بولدريني ان التعايش بين ستة الاف لاجئ والسكان البالغين خمسة الاف "لا يحتمل بتاتا". وقالت لوكالة فرانس برس "لا يمكن ان نترك خمسة الاف شخص ليعيشوا على المدى البعيد مع ستة الاف لاجئ تقريبا وفي مثل هذه الظروف. الوضع متوتر للغاية ويجب الا نضيع الوقت". ويتهم البعض ومنهم بولدريني الحكومة باقامة "طريق مسدود في الجزيرة". وذكرت بانه "في السابق كان يتم تحديد هويات الوافدين الجدد في الساعات ال48 التي تلي وصولهم قبل ان يتم اجلائهم لكن الوضع تغير اليوم". وعلى رصيف المحطة البحرية حيث يتواجد الاف المهاجرين ليل نهار الرائحة لا تطاق: اذ هناك ثلاثة حمامات فقط مما يضطرهم الى قضاء حاجتهم في العراء. كما انه لا يمكنهم الاستحمام. واقر وزير الصحة فيروتشيو فاتزيو ان "الوضع مقلق للغاية على الصعيد الصحي". الا ان توليو بريستيليو احد مفتشي الصحة الذين ارسلوا لمعاينة المكان ذهب ابعد من ذلك وقال "يجب +افراغ+ لامبيدوزا فورا والا فقدنا السيطرة على الوضع". وحتى الرئيس جورجيو نابوليتانو الذي يحظى باحترام كبير في البلاد ولو ان دوره محدود ندد بالوضع "غير المقبول". وقال "يجب زيادة وسائل اجلاء غالبية الوافدين"، وطالب المناطق الاخرى في ايطاليا ب"التضامن والتعاون". وكلامه بمثابة انذار لمناطق الشمال حيث حزب رابطة الشمال المعارض للهجرة والعضو في الائتلاف برئاسة برلوسكوني يحظى بتاييد واسع. يذكر ان وزير الداخلية الذي انتقدت المنظمات غير الحكومية عدم تحركه عضو في الحزب. وازاء هذه الازمة، دعت السلطات الايطالية الدول الاوروبية للتضامن معها: فقد رفض رئيس مجلس الشيوخ ريناتو سكيفاني الذي ينتمي الى حزب رئيس الوزراء الثلاثاء "المنطق الذي يقول بان الدولة الاولى التي تتلقى المهاجرين هي التي تتحمل مسؤوليتهم". ومنذ انهيار نظام زين العابدين بن علي في اواسط كانون الثاني/يناير، وصل اكثر من 18 الف مهاجر الى لامبيدوزا مقارنة بحوالى اربعة الاف لكل العام 2004. الا ان مفوضة الشؤون الداخلية لدى الاتحاد الاوروبي سيسيليا مالمستروم استبعدت في بروكسل "اي جلسة استثنائية لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي". وفي لامبيدوزا لا يزال السكان والمهاجرون على حد سواء متشككين ازاء الاجلاء حتى بعد ان بدات الشرطة احصاء المهاجرين وهي المرحلة اللازمة قبل ترحيلهم الى مراكز استقبال فعلية.