جنيف (رويترز) - قالت هيئات اغاثة يوم الثلاثاء ان الليبيين يعانون بشكل متزايد من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية والادوية الاساسية ومن ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية مع اشتداد حدة الصراع. ولا يزال يصعب على عمال الاغاثة الوصول الى معظم مناطق ليبيا ويقولون ان لديهم معلومات ضئيلة عن الوضع الانساني لاسيما منذ بدأت الغارات الجوية الغربية يوم السبت الماضي. وفرت معظم الفرق الطبية الاجنبية من ليبيا تاركة عددا قليلا من الاطباء والممرضات يقومون على أمر وحدات العناية المركزة التي تستقبل أعدادا أكبر من الاصابات. وهاجمت القوات الموالية للقذافي يوم الثلاثاء بلدتين في غرب ليبيا فقتلت العشرات. وتتمركز المعارضة المسلحة في الشرق ويحاول حلف شمال الاطلسي حسم خلاف محتدم بشأن من يتولى قيادة العملية الجوية الغربية في ليبيا. وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في مؤتمر صحفي "هناك أنباء عن نقص في الامدادات الطبية والسلع الاساسية في الجزء الشرقي من البلاد مع ارتفاع هائل في الاسعار". وأضاف أن ليبيين ومهاجرين وصلوا على الحدود المصرية قالوا للمفوضية ان الاف الليبيين في الشرق لجأوا الى بيوت ومدارس. وقالت فضيلة الشايب من منظمة الصحة العالمية للصحفيين "تسبب الصراع في نقص حاد في الكثير من الادوية الاساسية بما في ذلك عقاقير التخدير وهذا يفرض مشكلات معينة في ضوء المعدل العالي الحالي من المرضي الذين يدخلون المستشفيات ويعانون من اصابات برضوض حادة تتطلب تدخلا جراحيا عاجلا." واضافت أن هناك نقصا كبيرا في الادوية الخاصة بالامراض المزمنة كالسكري وامراض القلب والاضطرابات العقلية. وقال ماركال ايزارد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهي احدى هيئات الاغاثة القليلة التي تعمل في شرق ليبيا ان اللجنة تحاول توصيل الحقائب الطبية الى كل من قوات المتمردين والحكومة بالقرب من بنغازي. وأضاف "زرنا كذلك اثنين من الجنود الحكوميين تحتجزهما المعارضة في مستشفى في بنغازي." وقالت متحدثة باسم برنامج الغذاء التابع للامم المتحدة ان منظمته ارسلت 1500 طن من الاغذية وتشمل بالاساس الدقيق والبسكويت عالي الطاقة الى بنغازي وهي تكفي لتغذية 114 الف شخص لمدة 30 يوما. وأضافت ان البرنامج يعتزم ارسال 30 طنا من العدس والزيت النباتي من مصر في الايام القادمة. وقالت المتحدثة باسم البرنامج ايميليا كاسيا للصحفيين "برنامج الغذاء العالمي ينتابه قلق خاص بشأن الحصول على الغذاء داخل ليبيا." وتابعت "سمعنا انباء من اشخاص قدموا الى الحدود عن ارتفاع اسعار القمح والخبز لما فوق مثلي معدلها وزيادة اسعار الارز بنسبة 88 في المئة والزيت النباتي بنسبة 58 في المئة." وكانت معظم المحال في الزواية ومصراته وسرت مغلقة. وطبقا لاحدث احصاء من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة فان قرابة 345 الف شخص فروا من ليبيا منذ بدء العنف معظمهم من العمالة الاجنبية من تونس ومصر ولكن كان بينهم 40 الف ليبي.