نددت مراجع دينية واحزاب شيعية في العالم العربي وخصوصا في العراق مرورا بلبنان والكويت، بارسال قوات خليجية الى البحرين وتفريق المتظاهرين بالقوة في هذه المملكة الصغيرة على الخليج. ففي العراق حيث يشكل الشيعة غالبية السكان، ابدى المرجع الديني الابرز آية الله علي السيستاني "قلقه الشديد" حيال الاجراءات التي اتخذتها الحكومة البحرينية، داعيا اياها الى وقف العنف ضد "المواطنين العزل". وقال حامد الخفاف المتحدث باسم المرجعية لوكالة فرانس برس ان السيستاني "ابدى قلقه الشديد من الاجراءات التي اتبعتها الحكومة البحرينية في الايام الاخيرة" في اشارة الى دخول قوات خليجية المنامة للمساعدة في حفظ الامن. واضاف ان المرجع الاعلى "وجه نداء عاجلا الى السلطات البحرينية لوقف العنف ضد المواطنين العزل، ويشدد على ضرورة اتباع الاساليب السلمية لحل المشاكل العالقة في البلد". بدوره، ابدى رئيس الوزراء نوري المالكي "قلقه حيال ما يجري" في البحرين. واكد بيان صدر في ختام لقائه الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي ان المالكي "ابدى قلقه لما يجري في البحرين من تدخل قوات خارجية تساهم في تعقيد الاوضاع في المنطقة بدلا من حلها وقد تؤدي الى تاجيج العنف الطائفي". وتأتي التصريحات في اعقاب قيام قوات الامن بانهاء الاعتصام المستمر منذ شهر في دوار اللؤلؤة في المنامة وما تخلل ذلك من مواجهات عنيفة اوقعت قتلى وجرحى. ويطالب المتظاهرون الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان البحرين باقامة ملكية دستورية حقيقية في حين يطالب بعضهم برحيل عائلة آل خليفة التي تحكم هذا البلد الصغير منذ مئتي عام. من جهته، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المقيم في ايران اتباعه الى "تظاهرات حاشدة عصر اليوم في بغداد والبصرة لنصرة الشعب البحريني على ان تكون هناك تظاهرات اخرى الجمعة في عموم العراق". وقد سارت تظاهرات محدودة في مدينة الصدر والبصرة والنجف. بدوره، حذر رجل الدين بشير النجفي، احد المراجع الاربعة في النجف، من حدوث "ما لا تحمد عقباه" في البحرين. وقال "تفاجئنا الحكومة (البحرينية) بقدوم قوات مسلحة من دول الجوار والادهى والامر قيام هذه القوات بمداهمة القرى والتعدي على المواطنين العزل بكافة انواع الاسلحة واراقة الدماء المحرمة". واضاف "نشجب ونستنكر هذا التصرف اللامسؤول ونحمل المسؤولية لما حدث ويحدث لمن بدر الامر عنه (...) ان الاستمرار في هذا النهج يستدعي الوصول لما لا يحمد عقباه قبل فوات الاوان". كما قال رجل الدين صدر الدين القبانجي المقرب من ايران ان "العالم العربي والاسلامي والدولي ساند الشعب في تونس ومصر وليبيا واليمن وما يجري مع البحرين هو عكس ذلك". واضاف "نندد بكل الممارسات القمعية التي تقوم بها حكومة البحرين كما نستنكر حضور قوات مسلحة من بعض دول الجوار ونعتبر ذلك تدخلا لحماية نظام سياسي مهترىء على حساب ابناء الشعب البحريني". وكان رجال دين شيعة بحرينيون كبار دعوا المجتمع الدولي والعالم الاسلامي للتدخل من اجل منع وقوع "مجزرة" في المملكة. وفي لبنان، ندد حزب الله الشيعي المسلح ب"التدخل العسكري واستخدام العنف" معتبرا انه "لا يوصل الى نتيجة وانما يعقد الامور ويلغي فرص الحل". وعبر عن "قلقه البالغ واستنكاره الشديد لاستهداف المدنيين المسالمين" وازاء "دخول قوات من بلدان عربية مجاورة الى الاراضي البحرانية واستخدام العنف ما ادى الى سقوط شهداء وجرحى". كما انتقد حزب الله الموقف الاميركي الداعي الى الحوار واصفا هذا الموقف بانه "مريب جدا ويعبر عن السياسة الحقيقية للادارة الاميركية تجاه حركة الشعوب". يشار الى ان البحرين مقر الاسطول الخامس الاميركي. وفي الكويت، حيث يشكل الشيعة حوالى ثلاثين بالمئة من السكان البالغ عددهم حوالى 1,2 مليون نسمة، رفعت عشر نساء تجمعن امام سفارة البحرين الاربعاء لافتات تندد بتفريق المتظاهرين بالقوة في المنامة. كما انتقد النائب في مجلس الامة صالح عاشور تدخل قوات خليجية في البحرين قائلا انه سيستدعي رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى جلسة استجواب اذا قررت الحكومة ارسال جنود الى هناك. وفي المقابل، اعلن نواب سنة تأييدهم للخطوة مطالبين الحكومة بارسال جنود. وفي السعودية حيث يشكل الشيعة حوالى عشرة بالمئة من السكان البالغ عددهم 18 مليونا ويتركزون بشكل رئيسي في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والقريبة من البحرين، سار المئات الثلاثاء قرب القطيف تضامنا مع المتظاهرين في المنامة، بحسب احد الناشطين.