قدم قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان اعتذارا نادرا يوم الاربعاء بشأن غارة جوية قتلت تسعة مدنيين وذلك بعدما حذر مشرعون أفغان من أن زيادة مثل تلك الغارات تعطل جهود إنهاء الحرب ضد طالبان. وأمر الجنرال الامريكي ديفيد بتريوس باطلاع كل القادة العسكريين وأطقم الطائرات الهليكوبتر الهجومية مجددا على قواعد تنفيذ الغارات الجوية بعد سلسلة من الحوادث في الفترة الاخيرة سقط خلالها ضحايا مدنيون في شرق أفغانستان. واستنكر أعضاء في البرلمان بغضب ضربتين جويتين لحلف الاطلسي في الفترة الاخيرة في اقليم كونار في شرق البلاد قالوا ان أكثر من 73 مدنيا قتلوا فيهما نحو نصفهم من الاطفال وطلبوا من بتريوس توضيحات. وأدان الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي توترت علاقته مع مؤيديه الغربيين ما وصفها بعمليات القتل "اليومية" لافغان أبرياء في ضربات جوية للقوات الاجنبية. ووصف الحادث الاخير في كونار والذي ذكرت تقارير أنه أسفر عن مقتل تسعة اطفال "بالقاسي". وقال بتريوس ان قوة المعاونة الامنية الدولية التي قوامها 150 ألفا تتحمل "المسؤولية الكاملة" عن حوادث القتل مضيفا أنه سيتم اتخاذ اجراء تأديبي اذا لزم الامر. وقال في بيان "نأسف بشدة لهذه المأساة ونعتذر لاعضاء الحكومة الافغانية ولشعب أفغانستان والاهم لافراد أسر من قتلوا في عملياتنا. "ما كان ينبغي لحوادث القتل أن تقع أبدا وسوف أعتذر شخصيا للرئيس كرزاي عندما يعود من زيارته الى لندن هذا الاسبوع." وأصدر قادة قوات المعاونة الامنية توجيهات على مدى العامين الماضيين تشدد القواعد الحاكمة للضربات الجوية والغارات الليلية مما أدى الى انخفاض عدد الضحايا المدنيين الذين يسقطون على يد قواتهم. وقال بتريوس ان الحادث الاخير الذي سقط خلاله ضحايا مدنيون "محزن بشكل خاص" لانه جاء بعدما أمر القادة العسكريين بمراجعة توجيهاته التي تستهدف لابقاء عدد الضحايا المدنيين عن أدنى حد. وأضاف "بغض النظر عن نتيجة هذا التحقيق .. أمرت باعادة اطلاع كل قادة قوة المعاونة الامنية الدولية وأفراد أطقم الطائرات الهليكوبتر الهجومية التابعة لها على التوجيه التكتيكي مما يعزز ضرورة التأكد من أننا نحمي أرواح الافغان الابرياء." وطالب مشرعون أفغان تفسيرا في وقت سابق ودعا بعضهم الى مظاهرة خارج السفارة ألامريكية في كابول. وقال مسؤولون يوم الثلاثاء ان تسعة أطفال يجمعون حطب الوقود قتلوا في بلدة مانو جاي في غارة جوية لحلف الاطلسي بعدما هاجم متمردون قاعدة لقوة المعاونة الامنية بالصواريخ. وقالت القوة في البداية ان القتلى متمردون. وفي 20 فبراير شباط قال فضل الله وحيدي حاكم اقليم كونار ان 64 مدنيا بينهم 29 طفلا قتلوا في غارات لقوات التحالف على مدى ألايام الاربعة السابقة. ونازع مسؤولون كبار في قوة المعاونة الامنية في الروايات بشأن ذلك الحادث لكنهم وافقوا على اجراء تحقيق مشترك.