واشنطن (رويترز) - كشف مسح اجرته وكالتا رويترز وابسوس ونشرت نتائجه يوم الاربعاء أن الامريكيين يعتقدون أنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تكون حذرة بشأن دعم الديمقراطية في الشرق الاوسط لان الانتخابات قد تسفر عن حكومات اسلامية مناهضة للولايات المتحدة. وبينما يعج ميدان رئيسي بوسط القاهرة بانتفاضة لانهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك الذي استمر 30 عاما للاسبوع الثالث على التوالي وجد المسح أن معظم الامريكيين يشعرون بالقلق تجاه جهود نشر الديمقراطية في المنطقة. وأظهر المسح أن أغلبية قوامها 58 في المئة أيدت اسلوب تناول حذرا لان الديمقراطية قد تسفر عن انتخاب حكومات اسلامية لا تساند المصالح الامريكية. وقال الثلث أو 32 في المئة انه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تدعم الديمقراطية في الشرق الاوسط على الدوام وبغض النظر عن المخاطر. وقالت جوليا كلارك بوكالة ابسوس "ان (المسح) يظهر أن الامريكيين يعلون الامن القومي على قيم انتخاب حكومات ديمقراطيا اذا ظنوا أن في ذلك خطرا على تفوق الولاياتالمتحدة أو أمنها". وتكشف نتائج المسح عن معضلة تواجه الرئيس الامريكي باراك اوباما بينما يحاول ايجاد رد فعل على الاحتجاجات في مصر الحليف لامريكا منذ عقود وأول من ابرم اتفاق سلام مع اسرائيل من البلدان العربية. وقال مبارك في وقت سابق انه لن يترشح لمنصب الرئيس في سبتمبر ايلول المقبل لكنه يرفض الاستقالة. والقت واشنطن بثقلها وراء جهد لنقل السلطة يقوده عمر سليمان الذي عينه مبارك نائبا له حديثا وحثت كافة الاطراف على منح وقت لتنفيذ "انتقال سلس" نحو نظام سياسي جديد. وأكثر ما يخشاه المسؤولون الامريكيون هو أن يتسبب مزيد من انعدام الاستقرار في تولي حكومة اسلامية السلطة في اكبر البلدان العربية سكانا وحيث توجد قناة السويس وخط انابيب النفط بين البحر الاحمر والبحر المتوسط وهما من أهم وسائل نقل النفط للغرب. كما أن لدى المسؤولين الامريكيين بواعث قلق من مردود الاضطراب على حلفاء عرب اخرين وعلى اسرائيل التي يخشى مسؤولون فيها من أن تتبع حكومة مصرية بديلة نهجا اسلاميا متشددا. وابدت الولاياتالمتحدة فتورا تجاه تشكيل حكومة جديدة بمشاركة جماعة الاخوان المسلمين اكبر الجماعات الاسلامية تأثيرا والحليفة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تعتبرها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية. واعرب البيت الابيض عن قلقه بشأن "الخطاب المناهض للولايات المتحدة" من جانب الاخوان المسلمين لكنه لم يصل الى حد القول أن واشنطن ستعارض اضطلاعهم بدور في أي حكومة مستقبلية في مصر. واظهر المسح أن الجمهوريين كانوا على الارجح اكثر من الديمقراطيين وبنسبة 63 في المئة مقابل 55 في المئة في الاعتقاد بأنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تكون حذرة بشأن دعم الديمقراطية في الشرق الاوسط. ولاقت الاضطرابات والمشاهد اليومية في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية اهتماما بالولاياتالمتحدة. وكشف المسح عن أن 76 في المئة مهتمين "جدا" او "الى حد ما" بينما قال 23 في المئة أنهم غير مهتمين كثيرا او بالمرة بالاحداث في مصر. وقالت كلارك "هذا يمثل اهتماما كبيرا بقضية خارجية...التغطية التي لا تنقطع هي احد العوامل." وأضافت "نعم... نحن مهتمون بتلك القضايا نعم نحن نعتقد أنه من المهم أن يعبر الناس عن رأيهم ويحاولون السطيرة على مستقبلهم بأنفسهم...ولكن عندما ننظر الى المشهد عن قرب نرى الحذر حيث يدعم الامريكيون هذا الحق لكن من دون ان يكون له مردود سلبي عليهم." وأظهر المسح أيضا أن الامريكيين منقسمون بالتساوي بشأن ضرورة ان تظل السياسة الخارجية الامريكية مركزة على الشرق الاوسط في ضوء ظهور قوى جديدة مثل الصين والهند. وجرى جمع بيانات المسح الذي شمل 1112 بالغا من بينهم 844 ناخبا مسجلا خلال الفترة من الجمعة الى الاثنين الماضيين وبهامش خطأ 3.1 في المئة. واجريت المقابلات عبر الهواتف الارضية والمحمولة وبالانجليزية او الاسبانية.