يتوق المصريون للرجوع إلى أعمالهم وحياتهم الطبيعية، فمنذ أن تم تخفيف حظر التجول ليصبح من السادسة مساءاً حتى الثامنة صباحاً بدأت الشوارع تتكدس بالمارة والسيارات من جديد. وشهدت البنوك طوابير طويلة من الموظفين الراغبين في استلام مرتباتهم التي لم يكن باستطاعتهم الحصول عليها بسبب إغلاق البنوك لفترة طويلة. مظاهرات بعد ساعات الدوام ويقول الإعلامي المصري أحمد خيرت إنه على الرغم من أن الكثيرين توقعوا أن يتراجع عدد المتظاهرين مع رجوع الحياة القاهرية إلى طبيعتها، إلا أن عدداً كبيراً من الأشخاص أصبح يشارك في المظاهرات بعد إنهاء عمله. ويضيف خيرت أن عدد المتظاهرين لا يزال كبيراً، وقد يصل إلى حوالي مليون شخص، كثير منهم متظاهرون بعد ساعات الدوام الرسمي. وتشهد شوارع العاصمة المصرية ازدحاماً مرورياً شديداً، وخاصة في منطقة وسط المدينة. فتغيير المسارات بسبب المظاهرات في ميدان التحرير أدى إلى تكدس مروري بسبب سير العديد من السيارات في الاتجاه المعاكس لتجنب الازدحام وحواجز الطرق العسكرية. ويزيد التكدس خاصة قبل الساعة السابعة مساءاً بسبب عودة الكثير في أخر لحظة إلى منازلهم قبل أن يدخل حظر التجول حيز التنفيذ. اللجان الشعبية قلّت وقيادات الشرطة في الشارع ويوضح خيرت أن عدد اللجان الشعبية في الشوارع المصرية، التي شكلت لحماية الأحياء السكنية من عمليات النهب والترويع، قد شهد تراجعاً. ويتابع بالقول: "السبب الأول هو رجوع الناس إلى عملها، والثاني هو طلب رجال الشرطة عدم تواجد اللجان في الطرق الرئيسية والتركيز على الشوارع الجانبية". هذا ويلاحظ اختفاء أفراد الشرطة، وهو أمر غير اعتيادي في القاهرة، التي طالما عرفت تواجداً مكثفاً لعناصر أجهزة الأمن. وتم استبدال أفراد الشرطة بضباط رفيعي المستوى، الذين يلاحظهم المرء في الشوارع والميادين وأمام مراكز الشرطة. لصالح الشعب أم للإلهاء؟ أما طبيبة الأطفال سلمى النوبي فترى أن عودة العمل أمر هام لكي لا تتحول الثورة الشعبية إلى "ثورة جياع". إلا أنها لا تزال تنظر إلى قرار الحكومة الجديدة بحذر، إذ تقول بحيرة ظاهرة: "لا أعلم إذا كان هذا القرار هو القرار الوحيد الذي اتخذته الحكومة لصالح الشعب، أم أنها وسيلة لإلهاء الناس للتوقف عن المشاركة في المظاهرات". وتشعر النوبى أنه على الرغم من أن الأمور تبدو كأنها طبيعية إلا أن الكثيرين يصعب عليهم التركيز في عملهم بسبب انشغالهم بما يحدث في البلد، مضيفة أن تعامل الناس مع بعضهم البعض أصبح مختلفاً، وأكثر احتراماً عما كان الوضع عليه بدء الاحتجاجات، وحتى عند الحديث مع الغرباء أصبحوا يريدون الإعراب عن رأيهم في السياسة المصرية وحال البلد. منى حفنى