تهدف حكومة الرئيس حسني مبارك إلى جعل الناس يعودون إلى العمل يوم الاحد مع استئناف عمل البنوك والشركات في اول اختبار واضح حقيقي للمدى الذي يستطيع خصومه الحفاظ على قوة دفع الاحتجاجات الرامية إلى تنحيته عن السلطة. واقام المحتجون في ميدان التحرير بالقاهرة وتوعدوا بمواصلة معركتهم للاطاحة بمبارك ولكن الرئيس البالغ من العمر 82 عاما يصر على انه سيبقى حتى انتخابات سبتمبر ايلول. ومع حرص بعض المصريين على العودة إلى الحياة الطبيعية تحاول الحكومة على ما يبدو التشديد على التهديد الذي تشكله الاحتجاجات على الاستقرار والاقتصاد وان تظل قوية. وسيعطي استئناف عمل البنوك في بداية اسبوع العمل بمصر اول اشارة واضحة للخسائر الاقتصادية من جراء نحو اسبوعين من الاحتجاجات على حكم مبارك الذي بدأ قبل 30 عاما. وقال حسن الرويني قائد المنطقة العسكرية المركزية بالجيش المصري انه يريد عودة الناس إلى العمل والحصول على رواتبهم وعودة الحياة الى طبيعتها. وكان الرويني يتفقد ميدان التحرير في محاولة لاقناع المحتجين بمغادرة الميدان المزدحم عادة في قلب المدينة. وتشدد الولاياتالمتحدة حليف مصر ومانحة المساعدات لها على الحاجة الى تغيير تدريجي واجراء محادثات بين الحكومة وجماعات المعارضة بشأن انتقال منظم للسلطة. والقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم السبت بثقلها وراء محادثات بين عمر سليمان الذي اختاره مبارك نائبا له وجماعات المعارضة قائلة انه لابد من اعطاء حوار الحكومة مع المعارضة وقتا. ومن المقرر أن يلتقي سليمان مع جماعات معارضة في الساعة 11 صباحا (0600 بتوقيت جرينتش ) يوم الاحد في محادثات انضم اليه لاول مرة الاخوان المسلمون وهم اكثر جماعات المعارضة تنظيما في مصر. وقال متحدث باسم الاخوان المسلمين لرويترز "قررنا الدخول في جولة حوار نتعرف فيها على جدية المسئولين ازاء مطالب الشعب ومدى استعدادهم للاستجابة لها." وهذه شهادة للمعارضين على الارض بانهم كسبوا استعداد الحكومة للتحدث مع هذه الجماعة. ولكن نشطي المعارضة يشعرون بقلق بشأن اي تسوية تتضمن تسليم مبارك السلطات لسليمان ولكن يكمل مدته . وقال المعارض المصري محمد البرادعي "ان نسمع..ان مبارك لابد وان يبقى ويقود عملية التغيير وان عملية التغيير تلك يجب ان يقودها بشكل اساسي اوثق مستشاريه العسكريين وهو ليس اكثر الشخصيات شعبية في مصر دون اقتسام السلطة مع مدنيين سيكون امرا محبطا جدا جدا." وفي ميدان التحرير سعت دبابات الجيش إلى ضغط المتظاهرين لافساح الطريق امام حركة المرور. ورفض المحتجون الذين تجمعوا تحت خيام للهروب من المطر المغادرة. وقال مصطفى محمد وهو احد المحتجين انه من الواضح جدا انهم يحاولون خنق المتظاهرين وهذه يظهر سوء النية. ولكنه قال إن المحتجين لن يتحركوا قبل تلبية مطالبهم المشروعة. ولكن مصريين كثيرين حتى بعض الذين انضموا إلى المظاهرات الضخمة في شتى انحاء مصر يتوقون للعودة الى الحياة الطبيعية. واغلقت متاجر كثيرة خلال 12 يوما من الاحتجاجات واغلقت البنوك مما جعل من الصعب على المصريين تخزين السلع الاساسية. وارتفعت بعض الاسعار ومن المتوقع ان يتأثر النمو الاقتصادي الذي يبلغ ستة في المئة. ويرى البعض ايضا تحديا في ابقاء صفوف المناهضين للحكومة موحدة مع اظهار المعارضة بالفعل علامات على الانشقاق عن موقفها السابق بعدم اجراء محادثات قبل رحيل مبارك. وقال محمد مرسي وهو عضو كبير في جماعة الاخوان المسلمين لرويترز انه حتى الآن لا يوجد اتفاق بين الاحزاب والجماعات المختلفة على سيناريو واحد. وسيختبر فتح البنوك يوم الاحد مدى قلق المستثمرين الاجانب بشأن الاحداث التي ارسلت موجات من الصدمة في شتى انحاء الشرق الاوسط. والهمت الثورة التونسية مصر. ومنذ ذلك الحين امتدت الاحتجاجات الى اليمن والاردن. واغلقت مصر بنوكها وبورصتها اسبوعا خلال الاحتجاجات التي جعلت مليون سائح يبتعدون عن مصر وهم واحد من المصادر الرئيسية للعائدات في مصر. ويصر البنك المركزي على امتلاكه احتياطيات للتعامل مع اي هروب لرأس المال والذي قد يصل الى ثمانية مليار دولار خلال اسبوعين وقال فاروق العقدة محافظ البنك المركزي ان مصر تعاملت مع تدفقات اكبر لرأس المال الى خارج البلاد. واضاف العقدة انه واثق من ان السوق ستكون منتظمة. ولكن قرار البورصة المفاجيء يوم السبت بالبقاء مغلقة يوم الاثنين بدلا من استئناف نشاطها كما كان مقررا اصلا يشير الى ان السلطات ليست واثقة من ان النظام المالي سيستأنف العمليات بشكل سلس بسرعة. ولكن من غير المرجح ان تردع اضطرابات السوق محتجين كثيرين ومن بينهم الشبان الذين استخدموا الانترنت لتعبئة الدعم الجماهيري للتغيير. وقال البرادعي هناك " نواة" من المتظاهرين الذين لن يستسلموا مادام مبارك في السلطة. . وقال "ربما ليس كل يوم ولكن ما اسمعه هو انهم قد ينظمون مظاهرات يوما بعد يوم. "الاختلاف هو انها ستصبح اكثر غضبا واكثر ضراوة.ولا اريد ان اراها تتحول من ثورة جميلة سلمية الى ثورة دموية." وتقدر الاممالمتحدة ان 300 شخص قتلوا في الاضطرابات وقال وزير الصحة ان نحو خمسة الاف شخص اصيبوا منذ 25 يناير كانون الثاني. من باتريك وير والكسندر جاديش (شارك في التغطية سامية نخول ومروة عوض وشيماء فايد وألكسندر جاديش وياسمين صالح وشيرين المدني وجوناثان رايت وأندرو هاموند وتوم بيري وأليسون وليامز في القاهرة)