دعا نائب الرئيس المصري عمر سليمان الى انهاء التظاهرات معتبرا ان مطالب الشباب الذي اطلقوا الانتفاضة المصرية تمت تلبيتها وان المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك فورا هي دعوة "للفوضى". ورفض سليمان اجراء اصلاحات سياسية شاملة مبررا ذلك بضيق الوقت، كما تمسك بفرض "قيود على الترشح للرئاسة" حتى "يطمئن الجميع الى "القائد" الذي سيتولى الحكم. واكد نائب الرئيس، الذي عين في هذا المنصب السبت الماضي، ان مطالبة المتظاهرين ب"الرحيل هي دعوة للفوضى" في اشارة الى الشعار الذي يرفعه المتظاهرون منذ بدء انتفاضة المصريين في 25 كانون الثاني/يناير الى رحيل مبارك. وقال سليمان ردا على سؤال حول طبيعة القيود الواجب فرضها على الترشيح للرئاسة ان "اسم الشخص ليس مهما" وانما لا بد من وضع "مواصفات". واضاف "لا بد من ان تكون هناك شروط وقيود (للترشح للرئاسة) حتى نصل الى حل توافقي ويشعر كل الناس بالاطمئنان الى القائد" والى "من سيقود مصر خلال الست سنوات القادمة". واعتبر انه لا يمكن تلبية مطلب حل البرلمان المنبثق عن انتخابات شابها تزوير واسع النطاق، مبررا ذلك بضيق الوقت من الان حتى موعد الانتخابات الرئاسية في ايلول/سبتمبر المقبل. وقال "الشباب كان يطالب بحل مجلس الشعب، ولكن اذا فعلنا ذلك فلن نستطيع ان ننظر في التعديلات الدستورية" قبل موعد انتخابات الرئاسة لان اجراء انتخابات تشريعية جديدة سيأخذ وقتا. واضاف "لا بد ان يكون هناك برلمان قبل انتخابات الرئاسة لاجراء التعديلات الدستورية" التي طلب الرئيس حسني مبارك ادخالها على المادتين 76 و77 المتعلقين بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية ومدة الفترات الرئاسية. وكان رئيس مجلس الشعب فتحي سرور قال الاربعاء انه تقرر تعليق جلسات مجلسي الشعب والشورى الى حين ورود نتائج الفصل في الطعون على عضويتهما من قبل محكمة النقض، مؤكدا ان "هناك طعونا على 120 عضوا في مجلس الشعب". وحتى لو تم تغيير 120 عضوا في مجلس الشعب من اجمالي 518 عضوا، يظل الحزب الحاكم محتفظا باغلبية الثلثين في البرلمان اي انه يظل بوسعه فرض التعديلات الدستورية التي يريدها. واكد نائب الرئيس المصري، الذي عين في هذا المنصب السبت الماضي، ان الدعوة وجهت الى جماعة الاخوان المسلمين للمشاركة في الحوار الوطني "الا انهم لا يزالون مترددين". وقال "تمت دعوتهم وهم ما زالوا مترددين"، في اشارة الى انهم لم يشاركوا في جلسة الحوار التي قال انه اجراها الخميس مع عدد من الاحزاب وشملت كل الاحزاب "ما عدا حزبين رئيسيين هما الوفد (الليبرالي) والتجمع اليساري. واضاف "اقول انهم مترددون وليسوا رافضين ومن مصلحتهم الحوار الذي هو فرصة ثمينة لهم". وشدد على ان الحوار مع قوى المعارضة يجب ان ينتهي "بعد عشرة ايام باقصى حد" حتى يمكن البدء في اجراءات التعديل الدستوري قبل الانتخابات الرئاسية. ووجه سليمان تحذيرا الى المعتصمين في ميدان التحرير معتبرا انه تم تنفيذ كل مطالبهم واستمرارهم في الاعتصام سيعني انهم "ينفذون اجندات خارجية". وقال ردا على سؤال حول مطالب المعتصمين في ميدان التحرير الذين يريدون تنحي الرئيس مبارك على الفور "يجب ان يعلم الشبان ان كل ما طلبوه قد تم تنفيذه واستمرار هذا الاعتصام يعني تنفيذ اجندات خارجية". واضاف "يمكن ان تكون هناك اجندات لجهات اجنبية، او للاخوان المسلمين او لرجال اعمال يمكن ان تتشابك مع بعضها وتظهر المظهر السيء في ميدان التحرير". ودخل الاعتصام في ميدان التحرير الخميس يومه العاشر ولا يزال المشاركون فيه يصرون على ضرورة تنحي الرئيس المصري قبل بدء الحوار مع السلطات.