القاهرة (رويترز) - طالب الوف المصريين بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما واشتبكوا مع الشرطة يوم الثلاثاء في احتجاجات غير مسبوقة استلهمت الثورة التي اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وهتف المحتجون في القاهرة "يسقط يسقط حسني مبارك". واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدفع مياه في حين قذفها المحتجون بالزجاجات والحجارة. وطارد بعض المحتجين افراد الشرطة في شوارع جانبية واظهرت لقطات لتلفزيون رويترز رجل شرطة ينضم للمتظاهرين. وفي الاسكندرية مزق المحتجون صورة لمبارك (82 عاما) وابنه جمال الذي يعتقد كثير من المصريين انه يجري اعداده لتولي المنصب حين يتنحى والده. وفي القاهرة هتف المحتجون الذين خرجوا استجابة لدعوة عبر الانترنت "يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك". ويعاني المصريون من نفس المشاكل التي دفعت التونسيين الى الشوارع مثل ارتفاع اسعار المواد الغذائية والفقر والبطالة والحكم المطلق الذي يكبح الاحتجاجات الشعبية سريعا وبأسلوب وحشي في الاغلب. وهتف المحتجون "تونس.. تونس" في مظاهرات في انحاء البلاد ربما اجتذبت 20 الف شخص او اكثر في القاهرة والعديد من المدن الاخرى. وكان من الصعب تقدير الاعداد بدقة بسبب انتشار المظاهرات في اماكن مختلفة. وتجتذب الاحتجاجات المصرية عادة بضع مئات من الناس. وتكتسب احداث الثلاثاء قوة غير مسبوقة منذ تولي مبارك السلطة عام 1981 بسبب الاعداد الكبيرة وحقيقة ان الاحتجاجات في العديد من المدن نسقت بطريقة لم يسبق لها مثيل. وقال المحلل نبيل عبد الفتاح ان ما يحدث يوم الثلاثاء تحذير مهم للنظام. واضاف انها امتداد للاحباط المكبوت والاحتجاجات المستمرة. وقال ان الامر الجديد ايضا انه توجد اجيال جديدة تستخدم ادوات جديدة. واضاف ان الاحتجاج يمكن ان يكتسب قوة دفع ما لم تتحرك الدولة سريعا للتعامل مع مطالب الاصلاح. وفي ظل تفكك أغلب جماعات المعارضة الرسمية وضعفها قاد نشطاء الانترنت الدعوات لمظاهرات الثلاثاء التي وصفت بأنها "يوم غضب" ضد الفقر والقمع. وأظهر نشطاء الانترنت من خلال اجتذاب متظاهرين بهذه الاعداد ان دعواتهم للتغيير السياسي يمكن ان تصل لجمهور واسع. وحتى الان كان التعبير عن معظم الغضب يقتصر على صفحات الانترنت. وقال ابراهيم (33 عاما) في المحلة الكبرى التي شهدت اعمال شغب عام 2008 بسبب نقص الخبز المدعوم وارتفاع الاسعار "تجمعنا هنا للمطالبة بحقوقنا. لا يمكننا العيش. كل شيء اسعاره غالية وتوجد بطالة. نريد خفض الاسعار. الحكومة سبب معاناتنا." وخرجت مظاهرات اخرى في الاسماعيليةوالسويس في شرق البلاد وفي مدن اخرى في دلتا النيل مثل المنصورة وطنطا. وتجمع محتجون ايضا في شمال سيناء. وهتف المحتجون في الاسماعيلية "يا حرية فينك فينك". وفي الاسكندرية رددوا "ثورة ثورة زي (مثل) البركان ضد مبارك الجبان." ومع اندلاع مصادمات في القاهرة هتف بعض المحتجين "سلمية.. سلمية." ودعوا المتظاهرين الى عدم القاء شيء على الشرطة او الممتلكات. وقال مصدر امني ان 15 شخصا اعتقلوا في القاهرة. وقال مصدر اخر ان ضابطي شرطة اصيبا في السويس حين القيت حجارة عليهما. ورأى شهود محتجين تسحبهم الشرطة الى عربات. وفي شمال سيناء قال شهود ومصدر امني ان عشرات المحتجين اضرموا النار في اطارات وأغلقوا طريقا ساحليا الى رفح على الحدود مع قطاع غزة ودعوا لاطلاق سراح سجناء. وشهدت المنطقة توترات بين البدو والشرطة. وقالت وزارة الداخلية في وقت سابق انها ستتعامل بحزم مع كل من يخالف القانون وان المتظاهرين يمكن ان يعتقلوا. لكن وزير الداخلية حبيب العادلي قال لصحيفة حكومية انه يرحب بالاحتجاجات السلمية لفترات قصيرة. وسمع ضابط امن يقول عبر الهاتف قبل اندلاع مصادمات اثناء المظاهرات في القاهرة "لدينا اوامر بعدم الاشتباك معهم (المحتجين)." وتوقع محللون ان تتخذ السلطات موقفا اكثر تسامحا خشية اثارة غضب من النوع الذي دفع التونسيين الى اسابيع من الاضطرابات قبل الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي الذي امضى 23 عاما في السلطة. وفر بن علي الى السعودية. وهتف بعض المحتجين في القاهرة "يا مبارك يا مبارك.. السعودية في انتظارك." وتعاني احزاب المعارضة المسجلة في مصر من الضعف والتفكك. ولم توجه جماعة الاخوان المسلمين المحظورة التي تعتبر صاحبة اكبر شبكة شعبية في مصر نداءات لاعضائها للمشاركة في المظاهرات لكن قالت ان البعض سيشارك بصورة شخصية.