اخلى مئات الاشخاص منازلهم في المناطق الريفية شمال شرق استراليا التي تشهد فيضانات تزداد سوءا الخميس فيما حذر مسؤولون من ان الكارثة قد تستمر لاسابيع مما اثار مخاوف من نقص الاغذية وانتشار الامراض. وكان تم اجلاء اكثر من الف من سكان المنطقة، نقل مئة منهم بالطائرات من احدى البلدات، بسبب الفيضانات بينما يستعد الاف اخرون لمواجهة فيضانات جارفة في مدن اميرالد وبوندابرغ وروكهامبوت الرئيسية في المنطقة. وفيما يتم ايواء السكان النازحين في مراكز اغاثة مؤقتة لجأ اخرون الى منازل اصدقاء او اقارب فهم في المنطقة التي تشتهر بالزراعة ومناجم الفحم. وحذرت رئيسة وزراء مقاطعة كوينزلاند آنا بلاي من ان الولاية تواجه "اصعب الاوقات". واضافت "هذه كارثة غير مسبوقة، فلم يسبق لنا مطلقا ان رأينا هذا العدد من البلدات والمجتمعات والمناطق تتاثر جميعها في نفس الوقت. ان هذا حدث محزن ومؤسف". وتسببت عاصفة تاشا الاستوائية بفيضانات واسعة خلال فترة الاعياد في المنطقة المهمة اقتصاديا القريبة من مدينة بريزبان حيث وصل منسوب المياه في الانهار الى مستويات غير مسبوقة فيما تتدفق مياه الامطار. ويتوقع ان تغمر المياه نحو 80% من بلدة اميرالد التي يسكنها نحو 11 الف شخص، بعد ان وصل منسوب المياه في نهر مجاور الى مستويات قياسية، فيما انقسمت بوندابرغ الى جزئين بسبب الفيضانات بينما يتوقع ان تتضرر 4000 من الممتلكات في روكهامبتون. والخميس تم نقل كافة سكان منطقة كوندامين الريفية جوا الى مناطق امنة فيما قال مسؤولون انهم قد يضطرون الى اسقاط الاغذية بالطائرات الى المناطق التي عزلتها الكارثة. وصرح بروس غرادي منسق عمليات الانقاذ في الولاية للصحافيين ان "عددا من المراكز الاكبر حجما التي ستحتاج الى كميات كبيرة من الاغذية والاحتياجات الاساسية .. قد تمثل مشكلة كبيرة". واضاف "قد نضطر الى دراسة طرق اكثر ابتكارا للقيام بذلك. علينا ان ندرس امكانية تلك المواد الضرورية بحرا او جوا". من جهة اخرى قال مسؤولون ان المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي اضافة الى بقايا الحيوانات الميتة المتعفنة والناموس الذي يتكاثر في برك المياه الاسنة يمكن ان تتسبب في انتشار الامراض. وذكرت مورين كلانسي رئيسة بلدية منطقة بنانا شاير بالانابة لصحيفة "كورير ميل" ان "واحدا من الاسباب الرئيسية التي اضطرت الجميع الى الخروج من مناطقهم هي فيضان المياه ومياه الصرف الصحي والمخاطر الصحية". وقالت بلاي ان كلفة الاضرار ستصل الى مليارات الدولارات وحذرت من ان مياه الفيضانات قد لا تنحسر قبل عشرة ايام وقد ستستمر عمليات الاغاثة والتنظيف عدة اسابيع. وصرحت للصحافيين "لا زال يتعين علينا القيام بالكثير من العمل بعد انحسار المياه، وعندها سنعرف حجم المشكلة. عندها سيعود العديدون الى بيوتهم وسيصدمون بخسارتهم للعديد من ممتلكاتهم الثمينة التي جرفتها المياه". واعلنت شركات التعدين العالمية "ريو تينتو" و"بي اتش بيليتون" و"انغلو اميركان" حالة "الكارثة" في مشاريعها المختلفة في المنطقة مما يعني ان الانتاج سيتاثر، فيما غمرت المياه مساحات واسعة من الاراضي المزروعة بالقطن والسكر. وفي مناطق اخرى من كوينزلاند تخشى الشرطة من ان يكون انهمار الامطار الموسمية قد تسبب في وقوع قتلى بعد ان تم العثور على جثة رجل في الخمسين من العمر يعتقد انه غرق في نهر قرب كارينس. واعلنت حالة الكارثة الطبيعية في مناطق واسعة من الولاية مما يؤهلها للحصول على اموال طارئة، فيما ذكرت انباء ان الاضرار قد تتسبب في ارتفاع اسعار بعض الخضروات والفواكه بشكل كبير ومن بينها البطيخ والبندورة والمانغا والموز. كما صرح توني هام مدير برنامج مكافحة سمك القرش في ولاية كوينزلاند لصحيفة "كوريير ميل" ان الفيضانات ربما دفعت عددا من اسماك القرش من انهار رئيسية الى مواقع يرتادها السكان للسباحة وممارسة الرياضة الشراعية. وصدرت تحذيرات مماثلة بشان التماسيح. وتسببت الفيضانات في اضرار جسيمة للبنى التحتية حيث اغرقت خطوط السكك الحديدية ودمرت عددا من الطرق، فيما لا زالت احتمالات اغلاق مطار روكهامبتون قائمة. من ناحية اخرى حذر خبراء الارصاد الجوية من ان اعصارا اخر اخذ يتشكل قبالة سواحل استراليا الغربية على الجانب الاخر من القارة الشاسعة، فيما يتوقع ان تعاني مناطق جنوب استراليا ومقاطعة فكتوريا من ارتفاع شديد في درجات الحرارة خلال عطلة راس السنة.