كركوك (العراق) (رويترز) - طلب بعض زعماء الكنيسة في العراق من المسيحيين عدم الاحتفال بعيد الميلاد سوى بالصلاة بعد هجمات قاتلة وتهديدات مستمرة من متشددين ضد الطائفة المسيحية العراقية. وقال لويس ساكو كبير الاساقفة الكلدانيين في كركوك والسليمانية يوم الاربعاء انه لن يكون هناك بابا نويل أو احتفالات أو هدايا هذا العام. وأضاف انه ليس من حقهم تعريض حياة الاخرين للخطر. وفي تهديد جديد نشر على موقع اسلامي هدد الجناح المحلي لتنظيم القاعدة بشن مزيد من الهجمات على المسيحيين في العراق. وهجمات المسلحين أصابت بالذعر الطائفة المسيحية الصغيرة. وفر الاف المسيحيين اما الى الشمال الكردي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي أو الى الخارج. وفي أسوأ هجوم قتل 52 شخصا عندما اقتحمت قوات الامن كنيسة سيدة النجاة في بغداد بعد ان احتجز متشددون رهائن اثناء قداس الاحد يوم 31 اكتوبر تشرين الاول. وقالت السلطات العراقية انها ألقت القبض على 12 شخصا يشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم القاعدة فيما يتعلق بالهجوم. وقال الاسقف ساكو انهم يشعرون بجرح شديد مما حدث في كنيسة سيدة النجاة وانهم شاهدوا أشخاصا أبرياء يقتلون بوحشية اثناء الصلاة ولذلك كيف يمكنهم الاحتفال. وأضاف انهم لن يحتفلوا هذا العام وسيكتفون بالصلاة الى الله يطلبون منه ان يسود السلام في البلاد. وجدد الهجوم على الكنيسة المخاوف من ان متشددين سنة يحاولون ابعاد المسيحيين عن وطنهم. وقالت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في الاسبوع الماضي ان نحو 1000 أسرة مسيحية تتألف من نحو 6000 شخص فرت خارج العراق الى كردستان من بغداد والموصل ومناطق اخرى. وقال مسؤول بالامم المتحدة ان المسيحيين في العاصمة العراقية والموصل التي تعتبر اخر معقل للقاعدة في المدن بدأوا عملية نزوح بطيئة لكنها مستمرة. وفي أحدث تهديد له قال تنظيم دولة العراق الاسلامية وهو الجناح المحلي للقاعدة ان المسيحيين العراقيين يواجهون خطر التعرض لمزيد من الهجمات اذا لم يضغطوا على الكنيسة المصرية لاطلاق سراح مجموعة من الاشخاص قال التنظيم ان الكنيسة تحتجزهم بعد ان اعتنقوا الاسلام. وحذر جناح القاعدة أيضا المسيحيين العراقيين من التبشير والتودد الى قوات الاحتلال. وقال مخلص كرياكوس القس بكنيسة سيدة النجاة ان قرار الحد من الاحتفالات اتخذ لاسباب منها التهديدات المستمرة من المتشددين الذين حذروا أبناء الابرشية من استخدام الوسائل التقليدية لتكريم الذين قتلوا. وقال ان مجلس أساقفة العراق قرر الحد من الاحتفالات بحيث تقتصر على الصلاة في الكنائس فقط وانه لن تكون هناك احتفالات أو اقامة حفلات. وأضاف انهم مازالوا يتلقون تهديدات من ارهابيين حتى اسر الذين قتلوا داخل الكنيسة تلقوا تهديدات بأنهم اذا علقوا ما يفيد بأنهم فقدوا أقارب لهم فان منازلهم ستنسف. وكان عدد مسيحيي العراق يبلغ نحو 1.5 مليون نسمة. وأصبح عددهم الان 850 الف نسمة من بين عدد سكان العراق البالغ 30 مليونا. وقال القس كرياكوس ان ما يحدث لهم الان يشبه ما حدث لليهود في العراق من قبل وان المسيحيين يجري اخراجهم من بلدهم.