اعلنت الصين والهند الخميس عزمهما على مضاعفة حجم مبادلاتهما التجارية بحلول 2015 ليصل الى مئة مليار دولار، وذلك خلال مناقشات لم تحقق سوى تقدما قليلا بشان خلافاتها التاريخية وخصوصا الحدودية. كذلك اتفق رئيسا الوزراء الصيني وين جياباو والهندي مانموهان سينغ على تطوير صادرات الهند الى الصين لتفادي الخلل في الميزان التجاري البالغ عشرين مليار دولار لصالح بكين. وبلغت قيمة المبادلات بين الاقتصادين اللذين يسجلان اعلى نسبة نمو في العالم 42 مليار دولار عام 2009 ويتوقع ان تبلغ 60 مليار دولار خلال السنة الضريبية الجارية التي تنتهي في اذار/مارس 2011. واعلن رئيسا الوزراء عقب لقائهما في بيان ان "هناك مساحة كافية في العالم لتطور الصين والهند وما يكفي من القطاعات التي يمكن التعاون فيها بين الصين والهند". ومنذ وصول وين جياباو الى العاصمة الفدرالية الهندية الاربعاء ابرم وفده المكون من 400 رجل اعمال، اتفاقات بلغت قيمتها 16 مليار دولار في عدد كبير من القطاعات مثل المال والطاقة. لكن، في حين تشهد المبادلات الاقتصادية نموا كبيرا تسود العلاقات الدبلوماسية منذ سنوات بعض التشكيك. ولم يشر البيان الى اي تقدم في عدة قضايا حساسة. ويتنازع البلدان خصوصا حول قضايا حدودية على طول جبال الهيمالايا ادت سنة 1962 الى حرب قصيرة لكنها دامية. وادت مناقشات الخميس فقط الى اعادة التاكيد على التزامهما بتسوية النزاع "في موعد قريب" بعد ان تناوله في 14 دورة تفاوضية. واضاف البيان ان "البلدين سيعملان معا على حفظ السلام والهدوء في المناطق الحدودية طبقا للاتفاقات السابقة". وتخشى الهند من ان تتشبث الصين مجددا بمواقفها بشان ما تطالب به من اراض. وقد دانت الصين بشد السنة الماضية زيارة سينغ والدلاي لاما الى ولاية اروناشال برادش (شمال شرق) التي تطالب بكين بها كليا. وتثير قضايا اخرى استياء بكين مثل اقامة الدالاي لاما زعيم التيبتيين في المنفى، في دارمسالا (شمال) منذ 1959. واعتقلت الشرطة العديد من التيبتيين في المنفى الذين تظاهروا الخميس خارج منزل رئيس الوزراء واحرقوا الاربعاء صور وين جياباو خلال تظاهرة. كذلك تثير العلاقات بين الصين وباكستان اكبر خصوم الهند، والتي سيزورها وين جياباو ايضا، قلق نيودلهي. كما يثير مشروع صيني لبناء سد على الجزء العالي من نهر براهمابوتري في التيبت ايضا قلق الهند بشان تزويدها بالمياه. ويتوقع سينغ من الصين ان تلتزم بوقف منح تاشيرات خاصة لسكان كشمير الهندية المتوجهين الى الصين في ممارسة تعتبرها نيودلهي انتهاكا لسيادتها في تلك المنطقة من جبال الهيمالايا التي تتنازع عليها مع باكستان. من جانب اخر تتحفظ الصين على دعم طلب الهند مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي. ولم يشر بيان الخميس الا الى دعم الهند "كي تلعب دورا اكبر" في المنظمة الدولية. وفي كلمة الى الصحافيين قبل لقاء نظيره قال وين جياباو انه يريد التوصل الى "تسوية استراتيجية هامة خلال زيارته".