مالابو (غينيا الاستوائية) (ا ف ب) وقع المدرب الفرنسي هنري ميشال عقدا لتدريب منتخب غينيا الاستوائية حتى نهاية كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2012 التي تستضيفها مشاركة مع الغابون. وجاء توقيع عقد ميشال (63 عاما)، مدرب فرنسا بين 1984 و1988، بعد ايام قليلة على تفاوض لم يثمر مع مواطنه فيليب تروسييه المدرب السابق لليابان وساحل العاج والمغرب. وقال رسلان أوبيانغ نسوي وزير الدولة لشؤون الرياضة وأحد رئيسي اللجنة المنظمة للمسابقة القارية: "مدة عقد هنري ميشال 13 شهرا حتى انتهاء كأس أمم أفريقيا في شباط/فبراير 2012". وعن مهمة المدرب الجديد، قال الوزير: "مهمته ليست البقاء في الدور الاول. لكن تعرفون ان غينيا الاستوائية لم تشارك في كأس أمم أفريقيا". من جهته، قال ميشال الذي سيخلف الباراغوياني كارلوس لوبو ديارتي في تدريب "نزالانغ" (الرعد): "أطمح الى النجاح في المسابقة القارية وبناء فريق قوي". أما رئيس الاتحاد المحلي بونيفاسيو مانغا أوبيانغ فقد اعتبر ان توقيع ميشال "هو يوم كبير للكرة الغينية الاستوائية"، وردا على سؤال لوكالة "فرانس برس" كشف ان راتب ميشال الشهري ومعاونيه الثلاثة سيبلغ 60 ألف يورو بالاضافة الى السكن في البلاد: سينال هو 30 ألف يورو شهريا والباقي لمعاونيه، كما انه سيبقى في غينيا الاسوائية". وكان المسؤول الاعلامي في الاتحاد المحلي دافيد مونسوي قال الشهر الماضي "لم تتم اقالة كارلوس لوبو ديارتي من مهامه حتى الان. ظروفه الصحية لم تسمح له بمواصلة العيش هنا" دون تحديد المشاكل الصحية التي يعاني منها المرب الباراغوياني. واضاف "لا يدرب (ديارتي) المنتخب منذ آب/اغسطس الماضي. (...) لذلك نحن بصدد البحث عن مدرب جديد. المنتخب حاليا بدون مدرب". ودرب ميشال الزمالك المصري الموسم الماضي لفترة وجيزة بعد توقيعه عقدا لمدة عام قابل للتجديد بموافقة الطرفين براتب شهري بقيمة 35 الف يورو، رغم اعتراض بعض اعضاء المجلس على شخصيته بعد هروبه من قيادة الفريق دون سابق انذار ابان قيادة الفريق في معسكره في فرنسا في آب/اغسطس 2007 مستندا الى عدم وجود شرط جزائي في عقده. وكان من المفترض ان يعود ميشال مع بعثة الزمالك الى القاهرة لكنه قرر التخلي عن مهامه التي كان من المفترض ان تستمر حتى حزيران/يونيو 2009، وبالتالي وافق على تدريب المنتخب المغربي حيث قاده في نهائيات كأس امم افريقيا في غانا واقيل مباشرة بعدها بسبب خروج اسود الاطلس من الدور الاول. وكان الزمالك تعاقد مع هنري ميشال عام 2007 بعدما اقيل من منصبه مدربا للعربي القطري في 18 تشرين الاول/اكتوبر 2006 بسبب النتائج السيئة التي حققها الفريق علما بانه تعاقد معه في اب/اغسطس بعدما انهى تعاقده مع منتخب ساحل العاج عقب مونديال المانيا 2006. يذكر ان ميشال خاض رابع مونديال في المانيا 2006 اذ سبق له الاشراف على منتخبات بلاده في مونديال 1986، والكاميرون عام 1994، والمغرب عام 1998. وكان ميشال قاد المنتخب الفرنسي الشهير في منتصف الثمانينات الذي ضم في صفوفه ميشال بلاتيني والان جيريس وجان تيغانا ولويس فرنانديز الى نصف نهائي مونديال مكسيكو عام 1986 وتخطى البرازيل في ربع نهائي تاريخي قبل ان يسقط امام المانياالغربية في نصف النهائي صفر-2 ثم اقيل من منصبه اثر التعادل مع قبرص 1-1 في تصفيات مونديال 1990. وعمل ميشال في الادارة الفنية للاتحاد الفرنسي من 1988 الى 1990 ثم في ادارة باريس سان جرمان عام 1991. ويتمتع ميشال المولود في 28 تشرين الاول/اكتوبر 1947 بخبرة طويلة لاعبا ومدربا حيث لعب في صفوف نانت الفرنسي ابتداء من العام 1967 واحرز معه بطولة فرنسا ثلاث مرات وكأس فرنسا مرة واحدة، كما درب باريس سان جرمان وفريق النصر السعودي من دون ان يصيب نجاحا. وتوجه ميشال الى القارة السمراء، وكان الكاميروني اول المنتخبات التي استنجدت به عام 1994 في مونديال الولاياتالمتحدة، بيد ان نتائجه كانت كارثية فاقيل من منصبه. وتعاقد الاتحاد المغربي مع ميشال وساهم في تشكيل جيل ذهبي للكرة المغربية بقيادة نور الدين النيبت ومصطفى حجي والطاهر لخلج وصلاح الدين بصير وقاده الى نهائيات كأس العالم في فرنسا عام 1998 والى نهائيات امم افريقيا في العام ذاته قبل ان يخرج من ربع النهائي على يد جنوب افريقيا. وقاد ميشال المغرب الى نهائيات امم افريقيا عام 2000 بيد ان النتائج لم تكن جيدة وخرج اسود الاطلس من الدور الاول فتمت اقالته. وبحكم خبرته الكبيرة في مجال التدريب وتألقه مع المغرب، لم يتأخر ميشال في ايجاد منتخب جديد فكان التعاقد مع تونس التي كانت مؤهلة الى مونديال كوريا الجنوبية واليابان معا، بيد ان ميشال فشل في اول اختبار مع "نسور قرطاج" حيث خرجوا من الدور الاول لبطولة امم افريقيا 2002 في مالي دون ان يسجلوا اي هدف (تعادلان سلبيان وخسارة واحدة)، فاقيل من منصبه قبل المونديال. وانتقل الفرنسي الى تدريب الرجاء البيضاوي المغربي وقاده الى لقب الدوري المحلي وكأس الاتحاد الافريقي، قبل ان يتعاقد معه الاتحاد العاجي ويقوده الى المونديال الالماني 2006 بعد ان قاده مطلع العام ذاته الى المباراة النهائية للبطولة القارية في مصر حيث خسر امام منتخب الدولة المضيفة بركلات الترجيح.