تستضيف تونس الدورة السنوية الثامنة للمهرجان الدولي لفيلم البيئة (سينما البيئة) الذي يهدف الى زيادة الوعي العام بظاهرة الاحتباس الحراري وغيرها من القضايا البيئية. ويقام المهرجان في مدينة القيروان الواقعة على بعد 160 كيلومترا جنوبي العاصمة تونس ويشارك فيه 70 فيلما من 30 دولة بينها بلاد عربية وأوروبية بالاضافة الى دول مثل اليابان وبيرو وبنجلادش واستراليا والولايات المتحدة. وقال خبير في البيئة يدعى عادل الهنتاتي ان السينما أداة ممتازة لزيادة معرفة الناس بالتغيرات البيئية التي تقع حولهم. وأضاف "أصبحت هناك مشاكل كبرى نعيشها يوميا في كل البلدان من حيث التغيرات المناخية .. ارتفاع كبير في درجات الحرارة .. فيضانات ..أعاصير في مناطق لم تكن فيها من قبل أعاصير.. وأيضا تلوث كبير ..الموارد المائية أصبحت مهددة وأصبح الانسان ربما يأتي يوم لا يجد الموارد المائية التي تمكنه من العيش وبالتالي كل هذه المشاكل لابد أن يكون المواطن في العالم على يقين بها." والمهرجان من الاحداث القليلة في المنطقة التي تناقش القضايا البيئية بشكل منتظم. وحذر برنامج الاممالمتحدة للتنمية من أن الدول العربية ستكون من أكثر المناطق تضررا من تغير المناخ لكنها مازالت تفتقر الى أي رد منسق للاثار التي قد تكون مدمرة لهذه الظاهرة. وقال برنامج الاممالمتحدة للتنمية في اجتماع اقليمي استمر يومين في القاهرة في سبتمبر أيلول ان أجواء الطقس ستصبح أكثر حرارة وجفافا وأقل توقعا مما سيؤدي الى انخفاض منسوب المياه في الانهار والروافد ما بين 20 و30 في المئة بحلول عام 2050 وتفاقم مشكلتي التصحر ونقص الغذاء. وقال خبراء أيضا ان الدول العربية وبينها دول كثيرة غنية بالنفط تواجه زيادة سريعة في أعداد السكان ولا تملك الارادة السياسية للتحرك في هذا الصدد. وتوجد في المنطقة ستة من بين أكثر عشر دول تعاني من ندرة المياه في العالم. ومتوسط ما يحصل عليه كل فرد في المنطقة من المياه يقل سبع مرات عن المتوسط العالمي ومن المتوقع أن ينخفض أكثر بحلول عام 2025 . ويقول المخرج الفرنسي فيليب جوف الذي يشارك في المهرجان بفيلم "كذلك الطيور لها عودة" حول احياء الواحات في جنوب المغرب انه يعتقد أن عمله قد يساعد في زيادة وعي الناس واحداث فرق. وأضاف "هذا المهرجان مهم لانه يمكننا من اظهار أنه رغم التدهور البيئي نستطيع عمل شيء لتحسين الوضع وهذا ما أريد أن أمرره من خلال الفيلم الذي أعرضه هنا." ويتفق معه في هذا الرأي مخرج سينمائي مصري يدعى فاروق عبد الخالق وقال "الصورة هي انعكاس لما يحدث في الارض ولما يحدث بين علاقة البشر وما يفعلونه بالطبيعة واساءة استخدامها فالصورة مهمتها اعادة التصحيح مرة أخرى ولن يعمق هذا الاحساس ويزيد الوعي به الا المهرجانات الخاصة بسينما البيئة". وتخشى العديد من الدول في المنطقة خطرا وشيكا يتمثل في ارتفاع منسوب مياه البحار مما سيهدد دول صغيرة في شكل جزر مثل البحرين بالاضافة الى جزر طبيعية وصناعية في مياه الخليج. والى جانب ذلك تزيد انبعاثات المنطقة العربية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمعدل من بين الاسرع في العالم فالكويت والامارات وقطر تتسبب في القدر الاكبر من الانبعاثات في المنطقة من حيث استهلاك الفرد على الرغم من أن مساهمة المنطقة في اجمالي الانبعاثات في العالم لا تتعدى خمسة في المئة. وقال خبراء في اجتماع القاهرة في سبتمبر ان تغير المناخ على أجندة الحكومات العربية لكنهم دعوا لاجراءات لمشاركة القطاع الخاص ورأوا أن السبيل الوحيد هو التوجه لاصحاب الاعمال لمحاربة تغير المناخ. ويشارك مخرج من مالي يدعى سالوم سي في المهرجان بفيلمه "مياه الدلتا." وقال في اشارة الى منطقة غرب افريقيا الغنية بالموارد "من خلال هذا المهرجان استطيع العرض والمحاولة من اجل حماية موارد الدلتا. كيف يجب استغلالها بطريقة مستدامة حتى يمكن لاجيال الغد أن تنتفع بمزايا هذه المنطقة من النهر." وقال مدير المهرجان عمر النقازي "ونأمل أن تكون امكانيات المهرجان في المستقبل امكانيات جيدة جدا حتى نفي بما لدينا من قوة ونشاط لجعل هذا المهرجان دولي بأتم معنى الكلمة." وانطلق المهرجان يوم السبت الماضي ويستمر حتى يوم الجمعة. وتستضيف مدينة كانكون المكسيكية في الوقت الحالي اجتماعا تابعا للامم المتحدة حول تغير المناخ حيث تعرب دول عن أملها في التوصل لاتفاق وتقليل انبعاثات الكربون الى حد كبير. وحث البنك الدولي المدن الاكثر تسببا في التلوث على بذل المزيد من الجهود لتقليل انبعاثاتها.