قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاثنين إن بلاده تريد المشاركة في خصخصة الشركات البولندية وذلك خلال زيارة الى وارسو تهدف الى تجاوز الخلافات القديمة وتسليط الضوء على الروابط الاقتصادية المزدهرة. وتعهد ميدفيديف بالتعاون مع بولندا في التحقيق في حادث طائرة وقع في روسيا قتل فيه الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي في ابريل نيسان. كما اكد استعداده للعمل مع حلف شمال الاطلسي بشأن الدفاع الصاروخي. وقال ميدفيديف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي برونيسلاف كوموروفسكي "هناك مشروعات كبرى للطاقة في بولندا بصدد الخصخصة ستكون موضع اهتمام للمؤسسات الروسية." واختص ميدفيديف بالذكر مصفاة لوتوس ثاني كبرى مصافي التكرير في البلاد كهدف محتمل. وطرحت الحكومة البولندية للبيع حصة مسيطرة في لوتوس تبلغ 53 في المئة وتنتظر تلقي عروض حتى اوائل 2011. وابلغ وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو الصحفيين في وارسو بان عددا من الشركات الروسية اظهر اهتماما بشراء الحصة. وقال شماتكو "روسنفت وجازبرومنفت الذراع النفطية لجازبروم من بين شركات روسية اخرى تتطلع الى امكان (حيازة حصة في لوتوس)." ورغم هيمنة الطاقة على العلاقات التجارية بين البلدين تنظر موسكو على نحو متزايد الى بولندا العضو الوحيد بالاتحاد الاوروبي الذي تفادى الركود العام الماضي كشريك تجاري رئيسي في مجالات اخرى ايضا. وبلغ حجم التجارة البينية عشرة مليارات دولار في الشهور الستة الاولى من 2010 بزيادة تصل الى 50 في المئة عن نفس الفترة من 2009. وقال ميدفيديف اول رئيس روسي يزور العاصمة البولندية في ثماني سنوات ان بعض الشركات الروسية ربما تكون مهتمة بادراج اسهمها في بورصة وارسو مؤكدا على اهمية دور الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم. تأتي زيارة ميدفيديف الى وارسو وسط عملية أوسع "لضبط" العلاقات بين روسيا والغرب. واتفق الرئيس الروسي وزعماء حلف الاطلسي وبينهم الرئيس البولندي الشهر الماضي على التعاون بخصوص الدفاع الصاروخي وهي قضية تنظر اليها موسكو منذ فترة طويلة بشك عميق. وفيما يتعلق بحادث الطائرة قال ميدفيديف مخاطبا كوموروفسكي ان روسيا ملتزمة بالشفافية الكاملة في التحقيق في الحادث الذي وقع في العاشر من ابريل نيسان وقتل فيه 96 شخصا اغلبهم من كبار المسؤولين البولنديين. واضاف "هذه صفحة حزينة جدا (في تاريخنا). يتعين علينا ان نفعل كل ما بوسعنا كي لا تظل هناك اسئلة معلقة لذلك اتفقنا (مع كوموروفسكي) على مواصلة العمل في هذا الاتجاه تحت رعايتنا المشتركة." ويتهم البعض خاصة في حزب القانون والعدالة اليميني المعارض في بولندا روسيا بمحاولة التستر على نتائج التحقيقات في الحادث. ولوحت مجموعة صغيرة من المحتجين بالاعلام البولندية قرب القصر الرئاسي حيث اجرى الرئيسان محادثاتهما ورفعوا لافتات كتبوا عليها "نريد الحقيقة". من اليكسي انيتشوك وجابرييلا باكزينسكا