الكاتب الشبح يكتسح مهرجان الفيلم الأوروبي

فاز المخرج البولندي الأصل، الفرنسي الجنسية، رومان بولانسكي بجائزة أفضل مخرج في مهرجان الفيلم الأوروبي عن فيلمه السياسي المثير "غوست رايتر" أو "الكاتب الشبح" الذي فاز أيضا بجائزة أفضل فيلم أوروبي. وفاز بطل الفيلم إيوان ماكغريغور بجائزة أفضل ممثل في الدورة الثالثة والعشرين من المسابقة التي أُقيمت مساء السبت (5/12/2010) في العاصمة الإستونية تالين، كما فاز الفيلم - وهو إنتاج فرنسي بولندي مشترك - بجوائز أفضل موسيقى وأفضل سيناريو وأفضل ديكور.
"لبنان" يحصد جائزتين
وكان المنافس الرئيسي ل"ذي غوست رايتر" فيلم "لبنان" للمخرج الإسرائيلي صامويل ماوز، الحاصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية والذي كان مرشحا في خمس فئات، غير أنه لم يفز إلا بجائزتين، هما جائزة الاكتشاف الأوروبية (جائزة فيبريتشي)، وجائزة أفضل مدير تصوير لغيورا بيجاخ. ويروي المخرج في الفيلم تجربته الشخصية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. وقد اعتبرته بعض الصحف اللبنانية، مثل صحيفة "النهار" البيروتية "منحازاً" لإسرائيل. و"لبنان" هو أول أعمال المخرج ماعوز الذي قال إنه أراد أن يلقي الضوء على حرب لم يختر خوضها، ويجسدها كما عاشها أربعة جنود إسرائيليين داخل دبابة.
وحصلت الممثلة سيلفي تيستود على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "لورديه". وذهبت جائزة الجماهير إلى فيلم "مستر نوبدي" وهو فيلم بلجيكي من إخراج جاكو فان دورمايل. وكرم المهرجان الممثل السويسري برونو غانتس (69 عاماً) تقديرا لإنجازاته خلال مسيرته الفنية. ومن أشهر أفلام غانتس في السنوات الأخيرة فيلم "السقوط" الذي يعرض الأيام الأخيرة في حياة أدولف هتلر، وقد أدى غانتس ببراعة دور الزعيم النازي. كما كرم المهرجان أيضاً غابريل ياريد تقديرا لإسهاماته الأوروبية في السينما العالمية.
"الكاتب الشبح"
وتدور أحداث فيلم "الكاتب الشبح" المقتبس عن قصة الكاتب البريطاني ريتشارد هاريس حول التحقيق مع رئيس وزراء بريطاني سابق في ارتكاب جرائم حرب وتعذيب المشتبه في صلتهم بالإرهاب، ويذكر الفيلم بتوني بلير ومشاركة بريطانيا في الحرب على العراق. ولم يتمكن بولانسكي من حضور المهرجان لتسلم الجائزة بنفسه إذ أنه يواجه اتهاما من السلطات الأمريكية بارتكاب جريمة اغتصاب بحق قاصر (13 عاما) في عام 1977، لكنه أرسل تحية إلى حضور المهرجان في رسالة عبر الفيديو.
وقال بولانسكي خلال اتصال مباشر معه عبر الانترنت: "لقد غمرتموني بلطفكم. هذا كثير. أشكر كل زملائي مرة جديدة". وأضاف المخرج البالغ من العمر 77 عاماً: "لقد كافأتم فعلاً مشروعاً أوروبياً حقيقياً". وأكدت السلطات الإستونية أن بإمكان بولانسكي حضور حفل توزيع الجوائز في تالين من دون أن يتخوف من احتمال توقيفه، إذ أن التهم الموجهة إليه تعتبر متقادمة بمرور الزمن في نظر قوانين إستونيا.
أما ماكريجور الفائز بجائزة أفضل فكان متواجدا في تايلاند أثناء الحفل، وبعث برسالة مسجلة إلى الحاضرين. وقال الممثل البالغ من العمر 39 عاماً في شريط مسجل: "سأكون نائماً عند تسليم الجائزة، وسيكون رائعاً أن أستيقظ لأكتشف فوزي".
وفيلم "الكاتب الشبح" الذي صور في ألمانيا كان قد فاز في مهرجان برلين السينمائي في شباط / فبراير الماضي بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج. ولم يتمكن بولانسكي يومها من المجيء أيضاً شخصيا لتسلم جائزته إذ كان لا يزال قيد الإقامة الجبرية في سويسرا، وقد رفضت السلطات السويسرية في نهاية المطاف الطلب الأميركي.
ألمانيا تخرج خالية الوفاض
وكانت أكاديمية السينما الأوروبية في برلين قد أعلنت ترشيح فيلم "صول كيتشن" Soul Kitchen للمخرج الألماني التركي الأصل فاتح أكين لسباق جائزة الفيلم الأوروبي لعام 2010. وقد تنافست على الجائزة أربعة أفلام أخرى عدا فيلم بولانسكي، وهي فيلم "عسل" الحائز على جائزة مهرجان برلين السينمائي "برليناله" للمخرج التركي سميح كابلان أغلو، والفيلم الأسباني - الأرجنتيني الحائز على جائزة الأوسكار "السر فى عيونهم" للمخرج الأرجنتيني خوان خوسيه كامبانيلا، وفيلم الدراما الحربية "لبنان" للمخرج الإسرائيلي صامويل ماعوز، والفيلم الفرنسي "من الناس والآلهة" للمخرج كزافيه بوفوا.
وأنشئت جوائز السينما الأوروبية العام 1988، وتمنحها سنويا الأكاديمية الأوروبية للسينما التي تضم 2300 ممثل عن أوساط السينما من كل أرجاء أوروبا. وتسلم الجوائز للفائزين خلال حفلة تنظم مداورة في برلين مقر الأكاديمية، ومدن أوروبية كبرى أخرى.
(س ج / د ب أ، رويترز)