القدس (رويترز) - أقرت اسرائيل خطة يوم الاحد لاحتجاز وترحيل الالاف من العمال من المهاجرين غير الشرعيين الذين وصفهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنهم "تهديد لشخصية البلاد." وفي تصريحات أدلى بها أمام حكومته قال نتنياهو ان الاف المهاجرين الذين دخلوا الى اسرائيل بشكل رئيسي من مصر خلال السنوات السابقة سيقيمون في منشأة احتجاز خاصة من المقرر بناؤها في صحراء النقب جنوب اسرائيل. وقال "علينا أن نوقف الدخول الجماعي للعمال المهاجرين بشكل غير شرعي بسبب التهديد الخطير لشخصية ومستقبل دولة اسرائيل." واضاف نتنياهو ان الاسرائيليين الذين يوفرون لهم العمل سيواجهون غرامات فادحة بغرض قطع فرص عملهم في اسرائيل. وترحب اسرائيل التي أنشئت عام 1948 بالمهاجرين اليهود الذين يحصل أغلبهم على الجنسية الاسرائيلية اليا لكن الاجراءات تجاه المهاجرين من غير اليهود أكثر صرامة. وأقرت الحكومة خطة تتضمن سيطرة الدولة على حركة المهاجرين حتى يتم ترحيلهم من البلاد. غير أن نتنياهو قال ان المهاجرين الهاربين من الاضطهاد سيسمح لهم بالبقاء. وقال نتنياهو "لا ننوي منع المهاجرين من الفرار طلبا للنجاة نحن نسمح لهم بالدخول وسوف نواصل فعل ذلك." وأصر مسؤولون اسرائيليون على اقامة المعسكر على الرغم من حساسيات مقارنته بمعسكرات التعذيب النازية التي كان اليهود يحتجزون فيها ويقتلون. وأضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي "علينا أن نجد حلا انسانيا للاعتناء بالعمال الذين سيفقدون عملهم وعلينا كذلك أن نوفر المأوى والطعام والخدمات الصحية حتى يتم ترحيلهم." وبدأت اسرائيل الاسبوع الماضي بناء حاجز لاغلاق جزء من حدودها مع صحراء سيناء المصرية التي يتسلل عبرها العديد من المهاجرين الى اسرائيل. وقالت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان المشروع الذي يتضمن اقامة سور ومراقبة الكترونية لتأمين 140 كيلومترا من الحدود التي يبلغ طولها 250 كيلومترا بين مصر واسرائيل سيستغرق سنة على الاقل وسوف يتكلف 1.35 مليار شيكل (حوالي 370 مليون دولار). ولم يعلن المسؤولون الاسرائيليون بعد عن عدد المهاجرين الذين سيضمهم مركز الاحتجاز المتوقع أن تبنيه اسرائيل في موقع لسجن سابق للفلسطينيين في عمق الصحراء أو بالقرب منه. وقال مسؤولون ان الخطة هي وجود مركز احتجاز "مفتوح" لكنه سيكون في صحراء شبه خالية من السكان بعيدا عن أقرب مدينة ولم يتبين بعد ما اذا كانت السلطات ستسمح للمحتجزين بالتنقل بين المعسكر والمدن. وقال ايال جاباي المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبوع الماضي ان ما يزيد على 35000 مهاجر دخلوا اسرائيل في السنوات القليلة الماضية وان اسرائيل تتوقع دخول ما يصل الى 20000 مهاجر غير شرعي الى اراضيها في عام 2011. واستقدمت اسرائيل عشرات الالاف من اليهود الاثيوبيين ومن بينهم كثيرون أنقذتهم من المجاعة التي شهدتها اثيوبيا في مطلع الثمانينات. كما سمحت اسرائيل بالتوظيف المحدود لعشرات الالاف من الاجانب في السنوات الاخيرة في مجالات مثل الزراعة والبناء ورعاية المسنين والعجزة. وادى صدور تشريع يفرض قيودا على أعدادهم الى اثارة اضراب الاسبوع الماضي للمزارعين الذين يقولون انهم بدون مساعدة العمالة الاسيوية وخاصة القادمة من تايلاند سوف تصبح تكلفة انتاجهم باهظة.