واشنطن (رويترز) - قال البيت الابيض الساعي للتصالح يوم الخميس إنه مستعد للتفاوض مع الجمهوريين على تمديد العمل بإعفاءات ضريبية ولكن ميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ تبنى موقفا متشددا يعارض التوصل الى حل وسط مع الرئيس باراك أوباما في المجلس الجديد. وفي أول تغيير محتمل في السياسة منذ أن عانى الديمقراطيون من خسائر كبيرة في الانتخابات قبل يومين أشار روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض الى أن الرئيس باراك أوباما منفتح لمحادثات بشأن تمديد مؤقت للاعفاءات الضريبية السخية التي أقرت في عهد الرئيس السابق جورج بوش والتي سينقضي أجلها في نهاية العام. ويلوح الصراع على الاعفاءات الضريبية باعتباره أحد أكبر نقاط الاشتباك منذ الانتخابات بين أوباما والجمهوريين الذين سيسيطرون على مجلس النواب في الكونجرس الجديد الذي سينعقد في يناير كانون الثاني القادم. ودعا أوباما كبار زعماء الكونجرس من الحزبين الى اجتماع وعشاء في البيت الابيض يوم 18 من نوفمبر تشرين الثاني الجاري وقال ان الاعفاءات الضريبية ستتصدر جدول الاعمال. ويصر أوباما على الابقاء على الاعفاءات الضريبية للعائلات التي تحصل على أقل من 250 ألف دولار ولكن مع السماح بانقضاء أجلها بالنسبة للامريكيين الاكثر ثراء بينما يريد الجمهوريون تمديدها بالنسبة لكل مستويات الدخل. واذا لم يتم التوصل الى اتفاق فسيواجه الامريكيون جميعا زيادة في معدلات الضرائب في أول يناير كانون الثاني. ولكن جيبز قال ان الرئيس مستعد لبحث الابقاء على كل معدلات الضرائب عند مستوى أدنى على الاقل بشكل مؤقت. وقال للصحفيين "سيكون منفتحا لاجراء ذلك النقاش ومنفتحا للانصات لما سيدور حوله النقاش في كلا الجانبين" مؤكدا في وقت لاحق أن الاعفاءات لاصحاب الدخول الاعلى لن تستمر الى الابد. وأضاف جيبز "الرئيس لا يعتقد - وأظن أنه لن يقبل - بتمديد دائم للاعفاءات الضريبية لاصحاب الدخول الاكبر." ولم يرد الزعماء الجمهوريون مباشرة على تعليقات البيت الابيض بشأن الاعفاءات الضريبية ولكن ميتش مكونيل زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ أوضح في كلمة ألقاها صباح الخميس أمام مؤسسة هيرتيج المحافظة أنه ليس في حالة مزاجية تحبذ التوصل الى حل وسط مع أوباما. ودافع مكونيل عن تصريحاته السابقة بأن الاولوية القصوى لديه هي ضمان أن أوباما سيكون رئيسا لفترة واحدة وأن الجمهوريين سيحاولون الغاء اصلاح أوباما الشامل لنظام الرعاية الصحية ولكنهم قد يضطرون للاكتفاء بتعديلات أكثر تواضعا. وقال مكونيل "البعض قال انه من الفظاظة أن أشير الى أن الاولوية السياسية لنا في العامين القادمين يجب أن تنصرف الى حرمان الرئيس أوباما من فترة رئاسة ثانية. "ولكن الحقيقة هي أنه اذا كانت أهدافنا التشريعية الرئيسية هي الغاء مشروع قانون الرعاية الصحية واستبداله وانهاء عمليات انقاذ الشركات وخفض الانفاق وتقليص حجم ونطاق الحكومة فان السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو وضع شخص اخر في البيت الابيض لن يستخدم حق النقض (الفيتو) لاحباط اي من هذه الامور." وغير الفوز الانتخابي الكبير الذي حققه الجمهوريون يوم الثلاثاء الحسابات السياسية للحزبين وزاد من جرأة الجمهوريين الذين كسبوا 60 مقعدا على الاقل في مجلس النواب وزادوا عضويتهم في مجلس الشيوخ بستة مقاعد أخرى وأجبروا البيت الابيض على أن يعيد النظر في منهجه. ودافع أوباما في الاسابيع التي سبقت الانتخابات عن عدم تمديد الاعفاءات الضريبية لاصحاب الدخول الاعلى ولكن البيت الابيض قد يلين ليضمن الاعفاءات الضريبية للطبقة الوسطى التي تشكل دائرة انتخابية رئيسية لاوباما قبل انتخابات عام 2012. وقال أوباما للصحفيين أثناء اجتماع مع كبار المسؤولين في حكومته في البيت الابيض "علينا أن نتحرك كي نضمن أن عائلات الطبقة المتوسطة لن تشهد زيادات كبيرة في الضرائب بسبب طريقة هيكلة التخفيضات الضريبية التي اقرها (الرئيس الامريكي السابق جورج) بوش. "من المهم للغاية أن تصل تلك الاعفاءات الضريبية للطبقة المتوسطة." وأشار الجمهوريون الى تصميمهم الى أن يشمل التمديد جميع فئات الدخل.