قال مسؤولون في قطاع النفط في مؤتمر للطاقة ان خطط العراق لزيادة انتاجه بشكل كبير من النفط الخام في السنوات القليلة القادمة تبدو طموحة للغاية نظرا للمشكلات الامنية وعدم الاستقرار السياسي والبنية التحتية المتهالكة في البلاد. ويحوز العراق بعضا من أكبر الاحتياطيات النفطية المؤكدة في العالم التي قدرها مسؤولون عراقيون الاسبوع الماضي بنحو 143 مليار برميل ليحتل العراق بذلك المركز الرابع عالميا بعد السعودية وفنزويلا وايران. لكن الامر سيتطلب من العراق سنوات عديدة لتحويل هذه الاحتياطيات الضخمة الى انتاج اضافي. ويبلغ انتاج العراق حاليا نحو 2.4 مليون برميل يوميا ويتوقع بعض المسؤولين في قطاع النفط زيادة كبيرة لهذا الانتاج خلال الاعوام القليلة القادمة لكن ذلك أقل كثيرا من المستهدف المعلن عند أربعة ملايين برميل يوميا في غضون ثلاث سنوات و12 مليون برميل يوميا في خلال سبع سنوات. وقال بيتر ويلز من نفتيكس بتروليوم للاستشارات "تبدو التوقعات بطاقة انتاجية كبيرة غير محتملة. "يبدو ان توقعات الاستثمار في التنقيب مبالغ فيها وتفوق القدرات على الامد المتوسط ولا توجد حاجة ملحة لزيادة سريعة في الانتاج." وقال ويلز ان العراق يشكل افاقا نفطية جذابة لكن سيكون من الصعب للغاية تحقيق زيادة سريعة في الانتاج. وأضاف "لا يوجد شئ مثل العراق متبقي في العالم. انه أهم مصدر جديد للامداد بكميات اضافية." وقال عبد الكريم اللويبي نائب وزير النفط العراقي لرويترز الشهر الماضي ان العراق يمكنه زيادة طاقته الانتاجية الى أربعة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2013 ووقع عقودا مع شركات أجنبية لزيادة الطاقة الانتاجية الى 12 مليون برميل يوميا في غضون سبع سنوات مما يجعله يقترب من مستويات انتاج السعودية. وستأتي كميات النفط الاضافية من تسعة حقول طرحها العراق في مزادات العام الماضي من بينها الرميلة والزبير وغرب القرنة ومجنون. وستقوم بتطويرها شركات نفطية عالمية كبرى مثل بي.بي البريطانية وايني الايطالية واكسون موبيل ولوك أويل الروسية ورويال دتش شل. وقال مسؤولون نفطيون ان العراق يفتقر الى السيولة المالية والقيادة السياسية اللازمة لتمويل وادارة مثل هذه الزيادة في الانتاج. وأجرى العراق انتخابات عامة في مارس اذار لم تسفر عن فائز واضح ولا يزال حتى الان بدون حكومة جديدة. وقال عصام الجلبي وزير النفط العراقي السابق ان نقص المياه والسيولة اللازمة لبناء منشآت التخزين وخطوط الانابيب البرية اضافة الى الفساد والمشكلات الامنية كل ذلك يشكل عقبات رئيسية. وأضاف "لم أجد بعد شركة عالمية تعتقد أن العراق يمكن أن يصل انتاجه الى 12 مليون برميل يوميا." مضيفا أن انتاج ستة ملايين برميل يوميا يبدو أكثر واقعية. وقال محللون في قطاع النفط ان العراق يهدف من وراء التوقعات المتفائلة بزيادة ضخمة في انتاجه النفطي الى دعم موقفه في منظمة أوبك للحصول على حصة انتاج أعلى من أعضاء كثيرين في المنظمة عندما يتحدد له مجددا سقف للانتاج. والعراق هو العضو الوحيد في أوبك الذي لم يتحدد له سقف انتاج بعد سنوات من العقوبات والحرب.